عام 2003 ذهبتُ للاختبار سنة ثانية صحافة في جامعة العلوم والتكنولوجيا التي كنت سجلتُ فيها انتساب وانا في الفجيرة، واختبرت السنة الأولى بعد خروجي من الإمارات، وعندما ذهبت لاختبار السنة الثانية؛ سددتُ الرسوم كي آخذ بطاقة الجامعة التي بموجبها ادخل قاعة الامتحانات، وفوجئتُ بأنه كتب لي تخصص علاقات عامة، وانا سجلت صحافة، فقلت للموظف ان هناك خطأ، قال لايوجد خطأ لكن نظراً إلى انه لايوجد طلبة كثير صحافة فقد نقلوكم علاقات عامة، قلت له انا في جامعة والا في بقالة؛ مافيش فول اعطيه فاصوليا يمشي حاله، احتد النقاش بيننا وجاء ثالث وهو زميله في المكتب فهدأ النقاش وقال انه يمكنني الذهاب لعميد الكلية الدكتور نوري..
ذهبت للدكتور نوري فوجدته عراقي الجنسية ورد عليّ بنوع من الجفاء بأنه لايمكن نقاش هذا الأمر ويمكنك الذهاب لرئيس الجامعة، وفعلاً ذهبت للدكتور داوود الحدابي لكني لم أخرج بنتيجة وتركتُ الدراسة بعدها لعدة أسباب، أهمها اني عندما سجلتُ في الجامعة كنت اريد شهادة جامعية كي يرتفع مرتبي في الخليج إلى 12 الف درهم بدلاً من 9 الف تبعاً للكادر ونظام المرتبات هناك، ولأني رأيت رسومها عالية وبالدولار، وانا احرص على تضييق عملية الصرف إلى أقصى حد..
توقفتُ عن الدراسة 2003 واستأنفتها 2009 بعد أن توظف أحد الأصدقاء بجامعة العلوم والتكنولوجيا، كنت احبه كثيرا رحمه الله..
زرته هناك، وعندما علم اني كنت طالباً فيها أقنعني بالعودة للدراسة خصوصا انه تم اعتماد قسم الصحافة، وفعلاً أكملتُ الدراسة الجامعية وحصلتُ على البكالوريوس عام 2013 في التخصص الذي سجلت فيه، صحافة..
كان بعض الزملاء الصحفيين يأتون عندي في محل الانترنت وكانوا يلاحظون عليّ محافظتي على الصلاة في اوقاتها، واستئذاني لهم بالذهاب للمسجد، وهنا نشأت او انتشرت بينهم اني إصلاحي، شيء مضحك ان يتم تصنيفك سياسيا لأنك تحافظ على الصلاة لكنها الحقيقة..!!
كنت انكر دائماً على قيادات عليا وقواعد وسطية في المؤتمر الشعبي العام الذين كانوا يتهامسون بينهم البين عندما اقوم من المقيل لاداء صلاة المغرب مثلا، ويصرون على أني اصلاحي لأني اقوم من بينهم وهم في الساعة السليمانية، "لابارك الله فيها من ساعة"؛ فأرد عليهم بأنهم بهكذا عقلية، يعطون هذا الحزب هالة دينية، ويجعلونه يحتكر الدين له ولأعضائه فقط، وبالمقابل ينزعونها عن انفسهم وهم مسلمون بالفطرة..!!
أحدهم وهو من الزملاء الصحفيين الكبار، قال لي بالحرف الواحد، يقولوا عليك اصلاحي وانت عادك متطرف اكثر من الاصلاحيين انفسهم، لا لشيء إلا لأني قمت اصلي العصر ثم المغرب ثم العشاء وهو فوق القات مبحشم ولاحركة إلا للحمام بس..!!
الاصلاح حزب سياسي كبير في الساحة، وحديثي او نفيي الانتماء إليه لايعني تقييم له ولا انتقاص منه او من اعضائه الذين تربطني صداقة بالعديد منهم "قيادةً وقواعد"، ولايعيب الشخص الانتماء الى اي حزب او تيار فكري او سياسي، لكني أوضح حالة وحقيقة واقعة فقط، لأن موقفي الضبابي من هذا الحزب بسبب القواسم الفكرية المشتركة معه، وتصنيف الناس لي على اني من أعضائه المنظّمين في أُطره ودوائره التنظيمية، أفقدني في السابق كإعلامي وناشر ورئيس تحرير صحيفة مستقلة أشياء كثيرة، وأوقعني في مواقف لاأحسد عليها أبداً..
انا مستقل ولم انظم في يوم من الايام الى اي حزب سياسي، واتجاهي العام هو اسلامي منفتح، ويعود هذا الى النشأة منذ الصغر، فقد حفظتُ القران الكريم صغيرا، وتربيت في المساجد وحلق الذكر ومدارس التحفيظ في الطائف بالسعودية، وكنت اعيش في هذا الجو الايماني الرائع نظرا لقرب المسجد من البيت وانا صغير، ولاشتغالي بها في أول عمري وبداية شبابي..
لم أكن مضطرا لنفي عضويتي في الإصلاح قبل 2011 حتى عندما قالها لي الرئيس صالح بنفسه عام 2006، لأني كنت اعتقد انه لو نفيت فلن يؤخذ نفيي على محمل الجد، لاسيما مع ترددي على ديوان الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر ومنتداه الاسبوعي وعلاقتي الشخصية به رحمه الله، وفي الاخير هو حزب سياسي لايعيب الانتساب إليه، وبيني وبينه قواسم مشتركة حينما كان معارضاً كمكافحة الفساد وانتقاد النظام، إضافة إلى القواسم الفكرية والايديولوجية..
كنتُ أول مرة التقي وأرى الرئيس علي عبدالله صالح رحمه الله في احتفالات 22 مايو 2003 حيث وجهت لي وزارة الإعلام اول دعوة لحضور حفل الاستقبال، وكنتُ حينها أحس بالإنجاز اني صافحت رئيس الجمهورية الذي يتمنى ملايين اليمنيين الوصول إليه او رؤيته من بعيد رأي العين..
أتذكر في إحدى زيارته للحديدة خرج في سيارة مكشوفة وتدافع الناس لتحيته واستطاع صديقي آنذاك، الذماري نبيل مثنى الذي كان يسكن في شارع أروى بالحديدة، استطاع ان يصل إلى جنب السيارة ومسك طرفاً من جزمة الرئيس وجلس شهرين وهو يحكي مشاعره لأبناء شارع اروى ومنهم الممثل حسن علوان رحمه الله عن لون جزمة الرئيس، ويصف الرئيس بالانسان الحنون الطيب الذي لم يرى مثله في حياته هههه..
تذكرت تلك المشاعر الجياشة لصديقي نبيل الذي لم ألتق به منذ العام 97 تقريباً، وقارنتها بمشاعري ذلك اليوم، والأكثر من ذلك عندما اتصل بي العميد علي حسن الشاطر وطلب مني زيارته في مكتبه، وأعطاني صورة كبيرة مبروزة لي وانا اصافح الرئيس..
نسختُ منها صورة وبروزتها وأرسلتها للوالدة رحمها الله التي علقتها في صدر الديوان وأصبحت مزاراً لأهل القرية من النساء والرجال وكأني اخترعتُ الذرة او طلعت رئيس للجمهورية، مافكدنا إلا السيد محمد عبدالعزيز، وهو أحد جيراني بالقرية، الذي شكك في الصورة وقال اني ركبتها تركيب هههههه..
غبتُ عن الرئيس صالح عاماً كاملاً ثم عدت إليه في احتفالات 2004 فمد يده مصافحاً ويرحب بي بالاسم وكأنه يعرفني، كانت ذاكرته غير عادية وأسلوبه في استمالة الناس غير مسبوقة، وهذا مامكنه من البقاء 33 عاماً في السلطة، وأجزم انه لولم يضع مشروع التوريث في حساباته لواصل الحكم، لكن بطانة السوء وكبر العيال اورده المهالك، وخلق تذمراً واسعاً ضده حتى من المقربين له وأبناء قبيلته..
هناك من المتابعين من سيقرأ كلامي هذا بعين حدسه السياسي، وحبه او كرهه لصالح، وتبعا لذلك سيكون تصنيفه لي، وربما تعليقه على هذه الحلقة، لكني أؤكد اني اكتب مذكرات لامواقف سياسية، ولاقدح او مدح، فقد أفضى إلى ماقدم وأصبح بين يدي ربه وهو أخبر به..
أواخر العام 2004 قام الرئيس الاريتري اسياسي افورقي بزيارة مفاجئة لصنعاء كانت هي الأولى منذ عام 1998م حين احتلت إريتريا جزيرة حنيش الكبرى، وتم إبلاغنا بالتوجه للقصر الجمهوري..
حضرنا وكنا خمسة صحفيين تقريباً، كانت معي كاميرا صغيرة جدا أرسلت لي من صديقي ناصر في دبي، وبينما انا اصور الرئيسين؛ أحب صالح ان يُداعب أفورقي ويكسر حدة اللقاء الرسمي الذي كان الاول بعد احتلال اريتريا لجزيرة حنيش وأعجبته كاميرتي فأخذها والتقط فيها عدة صور لأفورقي وللموجودين في الغرفة، وكان معجب بها جدا لصغرها وخفتها، ويقذف بها للأعلى ويمسكها بيده وهو يلاطف افورقي حتى ظننت انه سيصادرها ههههه..
في هذه الفترة مابين عامي 2003 - 2005 حصلت العديد من اللقاءات الشخصية والدعوات التنظيمية والعزومات الخاصة بهدف الاستقطاب السياسي من قوى سياسية كثيرة، كان ابرزها وأكثرها إلحاحاً هو المؤتمر الشعبي العام الذي اعتذرت كثيراً لقياداته السياسية، واستجرتُ كثيراً بالرئيس عبر سكرتيره الصحفي الاستاذ عبده بورجي من عنجهية بعض قياداته القبلية التي كانت تهدد بقتلي، وقيادات أمنية تهدد باعتقالي، وكان في كل مرة يطمنني ويكف عني أذاهم؛ إلا في مرة واحدة، كانت عندما اتصل الشيخ الشايف يهددني بأني ضروري انزل اعتذار عن وصفي للشيخ سنان ابو لحوم في أحد الأخبار بأنه شيخ مشايخ بكيل، وقال انه لايوجد شيخ لبكيل غير الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف، ذهبت للاستاذ بورجي فقال إلا الشايف، يقول لك الرئيس ان الشايف مجنون لاتقربه ولاتجي طريقه..
ارسلتُ خبرا آخر لايلاف بعنوان قبائل بكيل تؤكد ان شيخها الشائف لكنهم اعتذروا عن نشره لأنه ركيك المعنى والمبنى، حاولت معهم واستنجدت بالعمير نفسه بعد ان اتصلت به هاتفياً أخبره بخطورة الوضع فتم حذف الخبر السابق فقط..
اتصلتُ بالشيخ الشايف واخبرته بحذف الخبر من الموقع، واعتذرتُ له كثيراً لاسيما وله سوابق مع الدكتور حسن مكي عام 94 وقبله الدكتور احمد الاصبحي.. مايصافطش.. هههه