بدايةً أعتذر عن تأخير حلقة اليوم نظراً لأني بدأت من اليوم دراسة دورات الاندماج الوطني في المجتمع البلجيكي، وهي احد المتطلبات الرئيسية للجنسية البلجيكية، ارجو قبول اعتذاري.. ???? خرجتُ من عند الاخ محمد عبدالباري باتجاه الأوقاف، وذهبت تبعاً لنصيحته التي كنت أضحك عليها في داخلي وهو يقول بدل ماتاخذ تاكسي من هنا ويجلس يلف فيك بالزحمة والعداد يحسب عليك أخرج إلى شارع بني ياس على الخور وخذ تاكسي من هناك.. خرجت إلى شارع الخور الرئيسي وبدأت أسأل كل من واجهت وغالبيتهم او كلهم آسيويين، كنت أسألهم بلغتي الانجليزية المكسرة جداً عن مكان وزارة الأوقاف، وكلهم معلقين على جواب واحد وهو خذ تاكسي من هني ويوديك على طول.. طبعاً فتحة باب التاكسي تلك الايام كانت باربعة درهم، وبعدها يبدأ العداد، وانا احسب الدرهم كم ريال ولااريد ان اصرف المئة الدولار ههه.. ???? غيرت صيغة السؤال إلى دراكشن الوزارة، اريد ان اعرف في اي اتجاه تقع كي امشي باتجاهها، وفعلاً أكد لي اكثر من واحد انها باتجاه جسر القرهود ودوار الساعة.. توكلت على الله وبدأت رحلة المشي تحت شمس قائضة ودرجة حرارة لاتقل عن 45 وكانت الساعة في حدود العاشرة صباحاً.. كنت مستمتع بالمشي على خور دبي، أتعرف على الشركات والمحلات وحياة الناس، ورأيت القوارب الصغيرة التي تنقل الناس بين ضفتي الخور، وبعد عشرين دقيقة تقريباً وجدتُ نفسي أمام برجي تاون تاور الذي يقع فيهما نادي دبي للصحافة، كانت مفاجأة سارة لي.. وقفت امام الباب وانا أفكر في كلام حمود، وافكر في مؤهلاتي الدراسية، إذ لااحمل سوى الثانوية العامة فقط، وبدأت تتنازعني رغبة دخول النادي للاستفسار عن نفس السؤال الذي طرحته على حمود رحمه الله، وهو ماهي شروط الاشتراك والحصول على عضوية النادي، وبين الذهاب إلى وزارة الاوقاف قبل ان تقفل لأني لااعلم كم من الوقت يلزمني كي أصلها.. ???? تغلبت لديّ رغبة التحدي، وأخذتها من باب أخذ فكرة عن الصحافة في الامارات واين يمكن ان اقدم، وهي أيضاً تتسق مع نفس الهدف الذي سأذهب من أجله للاوقاف، أي البحث عن وظيفة، حسمتُ أمري ودخلت البرج وكان هناك اثنين هنود من الحراسات الخاصة، حاولتُ اتفاهم معهم كي اصعد للنادي لكنهم رفضوا أي تفاهم او كلام وانه لايُسمح بالصعود إلى النادي الا للأعضاء فقط، قلت للمسئول منهم سأقدم طلبا للاشتراك، قال المفروض يكون معي موعد، ويكون اسمي عنده، وبعد نقاش مستفز استمر لفترة؛ رفضوا الحديث معي وقال أحدهم (جو اوت) وهو يشير إلى الباب، وانا زعلت وقلت اريد واحد عربي اتفاهم معه، وجلستُ على الكرسي ورفضت الخروج، استغلالاً للبرود والتكييف هههه.. ???? كان هناك جهاز انتركوم مثبت على الجدار وهو جهاز النداء الخاص لكل مكتب او شركة او مكان في المبنى، وبينما أنا معصب ومُصر على ان يأتي عربي يتفاهم معي، انتبهت لاسم النادي مكتوب في الانتركوم، قمتُ من فوق الكرسي مباشرة ومديت يدي للانتركوم وضغطت على الزر الذي أمام النادي، والهندي قفز يشتي يمنعني وهو يصيح خربوط خربوط، قلت له انت خربوط، وإذا بصوت فتاة تجيب على الانتركوم، فأجبتها انا مباشرة: السلام عليكم، انا صحفي يمني جيت زيارة للدولة وحاب اطلع اتعرف على النادي.. قالت ياهلا فيك، اعطيني السكيورتي، فكلمها الهندي وتحدثت معه وكأنه كان يشتكي مني بالانجليزي لكن في الاخير اعطته امر بأن يسمح لي أطلع، دخلني المصعد وعينيه تقدحان شرراً لازلت اتذكرها إلى اليوم، كان قصير القامة كث الشارب واسع العينين.. ضغط على الدور 22 تقريباً وتركني بمفردي.. ???? كان المصعد سريعاً ويطل على خور دبي والمنظر ساحر تحتك، لكني ارتعبت بالفعل لأني اول مرة اصعد إلى ذلك المرتفع وبمصعد مكشوف، ترى كل شيء أمامك حتى كدت اصاب بالدوخة.. وقف الاسانسير وفُتح الباب فإذا بفتاة عربية جميلة تنتظرني، كانت تلبس العباءة على كتفيها كالدشداشة او المشلح، وتحتها بلوزة وبنطلون استرتش، وشيلة فوق راسها تطحوس وشعرها خارج من كل الاتجاهات، شكلت لي صدمة غير عادية لاسيما وهي تتكلم اللهجة الاماراتية، وانا القادم من صنعاء او قل اليمن..!! سلمت عليّ وأخذتني معها وأدخلتني إلى رسبشن النادي، كان أشبه بلوبي فندق خمسة نجوم، عبارة عن كراسي وثيرة جداً وطاولات قصيرة، وقالت لي خذ راحتك، هنا المشروبات الباردة والساخنة، وبتجيك الاستاذة منى بعد ماتخلص الاجتماع.. كانت هناك مشروبات بادرة وساخنة مجانية لاحصر لها، وبجوارها قطع شوكولا وساندوتشات مثلثة صغيرة، وهناك استاند خاص بكل الصحف العربية والعالمية الخاصة بذلك اليوم.. اخذت قهوة بالحليب وجلست بجوار الزجاج على الخور، وبر دبي كله تحتي، كان الجو مكيف والمكان انيق جداً والرائحة زكية.. كان في الجلسة القريبة مني الوزير البحريني علي فخرو وعضو مجلس الشورى السعودي هاشم عبده هاشم رئيس تحرير صحيفة عكاظ آنذاك، أحسست ان هذا هو المكان الذي يليق بي، كنت مصاباً بداء العظمة هههههههه ???? بعد نصف ساعة تقريباً جاءت منى المري، وهي من القيادات النسوية بالامارات، وكانت تلك الايام رئيس النادي، رحبت بي بأدب جم، ثم تحدثنا حول اليمن والصحافة اليمنية والعربية عموما، وسألتها عن شروط وكيفية الانضمام للنادي، فقالت رسالة من الصحيفة التي تعمل بها و100 درهم رسوم الاشتراك فقط، ثم قامت تعرفني بالنادي وأقسامه ومايقدمه لأعضائه وهو عبارة عن قاعة ألعاب رياضية، اضافة إلى الانترنت وأجهزة الكمبيوتر وقراءة الصحف والمشروبات، وتصفح الوكالات العالمية المدفوعة، وكلها مجاناً للاعضاء ومرافقيهم الذين يواعدوهم في النادي كرجال الاعمال او المسئولين الذين يمكن ان يأخذوا منهم حديث صحفي او تصريح.. وهناك قاعات خاصة تقام فيها الفعاليات والامسيات وورش العمل والندوات الدورية التي يقيمها النادي.. ???? نسيتُ نفسي وانا اطوف بين قاعات النادي ومرافقه الجميلة في جو مكيف عليل، وشدتني ساعة معلقة على الحائط ضمن عدة ساعات بتوقيتات مختلفة، كانت تشير إلى 12 ظهراً، وذكرت الاوقاف، طلبت من الاستاذة منى وبالمناسبة هي حالياً مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، طلبت منها معرفة مكان وزارة الاوقاف لاني اريد ان أسلم على الدكتور محمد عبدالرب النظاري، فأخذتني إلى جهة زجاجية من جهات النادي وأشارت لي على برج مميز قالت ان الوزارة قريبة منه، لكنها استدركت بأن التاكسي ممكن يوصلني إليها بسهولة، ياهذا التاكسي الذي اكرهه ههههههه..!! ???? ودعتها على امل اللقاء بها قريباً وخرجتُ من الجنة إلى جهنم الحمراء في عز الظهر.. سلمتُ على الحارس الهندي وطيبتُ خاطره وقلت له انا خربوط مش انت، ضحك وقال لا لا مافي مشكلة.. اتجهت نحو الوزارة التي وصلتها الساعة الواحدة تقريباً وانا غرقان تماما بالعرق.. دخلتُ الدور الأول وجلست ارتاح كي تنشف ثيابي قليلاً ثم سألت عن مكتب الدكتور محمد عبدالرب النظاري رعاه الله فدلوني عليه..