ابو الروتي
-2-
بعد ان اذاعت لولا بنت اخي خبر تبوّلي في بيت السيد هاشم.إنتشر الخبر انتشار النار في الهشيم ،وسمع به كل اهل القرية وجميع اترابي واصدقاء طفولتي ،اماجدتي، فعندما عرفت بأن حفيدها تبوّل في بيت الرجل المقدس ساورها شعور بالفزع. ولشدة خوفها من ان يحدث لي مكروه راحت تلقي باللوم على ابي وامي كونهما ارسلاني الى بيت السيد وهما يعرفان بعاهتي .
يومهاقالت جدتي وهي متألمة من هبالة امي بأنه مادام قد ارسلتني الى بيت السيد كان عليها ان تبعث معي هدية له وتطلب منه ان يشفيني من عاهة التبول بدلا من ان ترسلني لأكرع بولي في بيته الطاهر .
وكان السيد هاشم مشهورا في قريتنا وفي قرى ناحية القبيطة بكراماته وبقدرته على شفاء الامراض التي لاشفاء لها .
كان اسمه محاطا بهالة من القداسة حتى ان الناس من قريتنا، ومن جميع قرى الناحية ،كانوا يقدسونه، ويلوذون به ، و يفزعون اليه ، ومنه ينتظرون الشفاء من امراضهم وعاهاتهم .
وكان يكفي من المريض اومن قريبه ان يتواصل معه روحيا ويطلب منه الشفاء حتى يُشفى.
وهذا مافعلته جدتي بعثت له بهدية، وتواصلت معه روحيا ، وطلبت منه ان يشفيني ويمن عليّ بالشفاء.
وذات ليلة استدعتني وقالت لي باني قد شُفيت بفضل كرامة السيد هاشم وطلبت مني ليلتها ان انام عندها في المفرش لتثبت لي صحة كلامها .
وفي الصباح حين عرفت بأني تبوّلت بدت محرجة مني وكنت انا محرجا اشد منها كوني فعلتها في بيتها.
لكن جدتي قالت تبرر ماحدث :
- الملعون قاسم ماوصلش الهدية للسيد لوكان وصّلها كنت شتبكّر بخير .
وقاسم الذي القت جدتي اللوم عليه يملك حمارا و يقوم بدور ساعي البريد ينقل الرسائل والاخبار من قرية الى اخرى وكانت جدتي قدارسلت معه الهدية للسيد هاشم وبالتأكيد كان قد اوصلها اليه لكن جدتي لايمكن تعترف بهزيمتها امامي او بهزيمة السيد هاشم وعجزه وهو المشهور بكراماته العابرة للقرى، وبقدرته على ربط ماهو اعظم من مثانة طفل.
ايامها كان خبر تبوّلي في بيت السيد قد اضرّبي وكان يكفي ان اختلف مع واحدمن اترابي اثناء اللعب حتى يُعيّرني بعاهتي ويُعيد ذكر فضيحتي :
-انت بوّال.. بلت في بيت السيد
يقولها بطريقة توحي كما لواني بلت في قبلة المسجد .
ومن حينهاكنت ارفض النوم في اي بيت غير بيتنا
بعدئذٍ، وقد غادرت القرية الى عدن ولشدة خوفي من ان اتبول اثناء النوم قاومت النوم ورفضت ان انام لكني من تعب السفر نمت نوما عميقا .
وفي اول صباح لي في مدينة عدن وقبل شروق الشمس استيقظت من النوم مفزوعا وازددت فزعا عندما رحت اتحسس كيس نومي " الخسِع"
ولشدة خوفي من ان تشرق شمس فضيحتي ويعرف بها الجميع
اخذت الكيس وجريت الى سقف البيت، ومن سقف البيت رميت به الى سقف الفرن .
يومها اخبر احد العمال رب العمل بان احدهم القى فوقهم وهم نيام بكيس بول .
ومع ان الكل في البيت عرفوا بأني تبولت في كيس نومي والقيته فوق العمال النائمين في سطح الفرن
الاانه لااحد منهم كلمني اوسخر مني او شهّربي.
وفي المساء قال لي ابن العم ورب العمل بان علي ان انهض من نومي باكرا واصلي الفجر في المسجد.
ولاول مرة في حياتي قمت الفجر، وذهبت للصلاة في المسجد بسوق الحراج
وبعد الصلاة، عدت للفرن ،واعطوني عانتين قيمة شاهي وخمير اخذتها وذهبت مباشرة للمقهى طلبت واحد شاهي وحبة خمير لكني غادرت المقهى وانا اكثر جوعا وعندما عدت للفرن اعطوني سلة كبيرة وطلبوامني ان اذهب مع احد عمال الفرن لجمع قواريرفاضية للبانيس
وفي طريقنا لجمع القوارير من الساحة في الشارع المؤدي الى مبنى البريد سالت العامل وانا اشير جهة مبنى ضخم :
-هل هذي السينما ؟
ضحك العامل وقال لي :
-هذا بنك مش هو سينما
ولم اكن اعرف ماهو البنك
ثم سالته :
-اين السينما؟
قال لي وقد انزعج من سؤالي : السينما حرام لاتسال عن المحرمات لو يعرف عمنا انك سالتنا عن السينما بايزعل مني وبايقول اننا اعلمك المخناثة
وبعدها وصلنا للساحة ووجدنا الكثير من القوارير ولم تكن كلها فاضية
ورايت العامل يفرح بالقوارير التي مازال فيها بقايا وكان يسرع في التقاطها ويكرعها في بطنه قبل ان يضعها في سلته.
يومها لم اكن اعرف نوع تلك القوارير المختلفة الاشكال ولم يكن يهمني ان اعرف نوع ذلك المشروب المختلف الوانه الذي يكرعه في بطنه وكل ماكان يهمني معرفته
هو السينما واين هي! وكيف شكلها !وماهو الذي فيها حتى يمنعوني منها ويحرّموا علي دخولها!!.
وفي طريق عودتنا رايت العامل مبتهجا ومنتشيا على عكس ماكان عليه اثناء ذهابنا فقلت اساله ثانية عن السينماعلّه يجيب على سؤالي.
وحين سالته قال لي :
- السينما جنة الله
ووعد بأنه سوف يهديني الى الجنة .
إلى اللقاء في الحلقة الثالثة.