ودارت على بيت الفقيه الدوائر
أثناء حصاره الطويل لمدينة بيت الفقيه، مُني السيف أحمد بِهزائم مُتتالية، وخسر معدات حربية كثيرة، وتحولت أحراش تهامة المُلتهبة إلى مَقبرة لغروره، ولأجساد عساكره، وهي الانتكاسات التي دفعته لاتخاذ تكتيكات هُجومية مُختلفة، أخذت طابع النفس الطويل، وتمثلت في سياقها الأشمل بالمُناوشة عن بعد، والانقضاض بعد تضييق دائرة الحصار على الفريسة المُنهكة.
تَفرَّد المُؤرخ الإمامي حسن الإرياني في نقل تفاصيل هذه الجولة، بِمعاركها المحدودة، والمُتفرقة، التي استمرت لأكثر من أربعة أشهر، فيما لم يُشر إليها المُؤرخون التهاميون إلا لماما، وأفاد ذات المُؤرخ أنَّ السيف أحمد عاد أدراجه من جبل قحمة إلى قرية الصعيد 16 مايو 1929م، واستعاد في نهاية الأسبوع الأول من عودته قرية الحمراء، جاعلًا عليها مجاميع قبلية تحت قيادة أحمد الصعدي.
بعد تسعة أيام من تلك الاستعادة، سيطر السيف أحمد بعد معركة صغيرة على صنيف العمارى، ومن الأخيرة، ومن قرية الحمراء أيضًا، قاد هجومًا فاشلًا على أكداف سلا، والنهاري، والأخفش، ولإكمال المشهد وتوضيحه أترككم مع ما قاله المُؤرخ الإرياني: «فتقدم المجاهدون من الجهتين، واستولوا على الثلاثة الأكداف، وأحرقوها، واجتمعت الزرانيق، وخرجت الغارة من بيت الفقيه، واشتد الحرب شدة عظيمة، واستمر إلى الساعة السادسة، ولبعد الماء في الأكداف؛ كان إياب المجاهدين إلى محلاتهم، بعد مشقات عظيمة، وكان عدد القتلى من البغاة نحو مائة وأحد عشر، وجملة من الخيل والمطايا، واستشهد من المجاهدين خمسة وثلاثون».
أراد السيف أحمد بعد ذلك السيطرة على قبيلتي المرادفة، والمشايخة، انطلاقًا من قرية الحمراء، وقد تم له - كما أفاد المُؤرخ الإرياني - ذلك 8 يونيو 1929م، ومارس جنوده فيهما سلوكهم المحبب في الحرق، والنهب، ثم كان استيلاؤه - أي السيف أحمد - على كدف أردم، انطلاقًا من قرية الأميرية، ثم كان هجومه الكبير على أكداف الطبالية، وحنب، وخضير، انطلاقًا من قرية القائم، وكدف أردم حديث السقوط.
كانت هزيمة السيف أحمد هذه المرة شنيعة، تحدث المُؤرخ الإرياني باقتضاب عنها، وبرأ - كعادته - سيده منها، قائلًا: «واستولى الجيش على جميع المحلات، ولكنهم فرطوا فيما أمرهم مولانا من حفظ المحلات التي يستولون عليها، لتكون لهم مراتب، فما دخلوا محلًا إلا أحرقوها، فعادوا بهزيمة شنيعة، ورجع الصعدي ومن معه إلى كدف أردم، وتركوا تلك المحلات، واستشهد من المجاهدين فوق العشرين، ومن البغاة نحو ثلاث وسبعين قتيلًا».
في تلك الأثناء وصلت تعزيزات نظامية من تعز تحت قيادة أمير الآلاي الرابع (اللواء الرابع) اللواء أحمد جودت، فما كان من السيف أحمد إلا أنْ كلفها بمُساندة القوات المُرابطة في كدف أردم، والمُتحفزة للانقضاض مرة أخرى على الأكداف الثلاثة المذكورة آنفًا، وبالفعل تم الهجوم من هذه الجهة، ومن جهة قرية الهبالية، الهجوم الأخير قاده السيف أحمد، وما هي إلا بضع ساعات حتى قاد ثوار الزرانيق هجومًا مُضادًا، وجرعوا تلك القوات مُجتمعة هزيمة قاسية. أرجع المُؤرخ الإرياني سبب تلك الهزيمة للخلاف الذي حصل بين المجاميع القبلية التي سيطرت على كدف خضير، وكدف حنب، وأضاف: «فدارت رحى الحرب العظيمة، وللاختلاف الكائن بين الجيش المجاهد لم يقع إلا بعض مدافعة منهم للعصاة، ثم انهزم المجاهدون، وسلكوا طريقًا غير طريق كدف أردم، وكان انهزامهم إلى الأميرية، ودير الريب، فغنم الزرانيق الفرصة، وهاجموا بأجمعهم على كدف أردم، فخرج منه أمير الآلاي جودت..».
واصل ثوار الزرانيق تقدمهم إلى صنيف العمارى، وهناك حدثت معركة كبيرة، أوجزها المُؤرخ الإرياني بقوله: «اشتد الحرب، واختلط الفريقان بالطعن، والرمي، والضرب، وحمى الوطيس، وبذل كل من المتبارزين في نكاية الآخر كل نفيس، وحينما رأى الزرانيق ثبات المجاهدين، وعدم تزعزعهم، بادروا بسرعة إلى إحراق المحل، وتلك عادة لهم في معرفة الحرب، والتحيل بكل حيلة لإتلاف العدو، ولما أحس المجاهدون بالحريق لم ينج منهم من نجا إلا بالسباق، وعند ذلك تبعهم البغاة، واشتد الحرب، وكان يومًا عصيبًا قتل فيه من المجاهدين بالرصاص والحريق نحو الثمانين، ومن الأعداء أكثر قتلى وجرحى».
وهكذا نجح ثوار الزرانيق في استعادة الأكداف الثلاثة السابق ذكرهم، ومعهم صنيف العمارى، وحاصروا القوات الإمامية التي انسحبت إلى قرية الحمراء، وعن هذه المعركة قال المُؤرخ شبيلي: «فبدأ الجيش يصلح وجبة العشاء، فتكتل الزرانيق وتجمعوا وهجموا على الجيش في قرية الحمراء، وجرت المعركة، وكانت أشرس من الأولى، حيث تم القتال من منزل إلى منزل، وفي أزقة القرية، فقتل جمع كثير، وجرح من الطرفين، وتُسمى هذه المعركة بليلة الحمراء».
سعى السيف أحمد بعد ذلك جاهدًا للم شتات قواته المُنهكة، وقام أكثر من مرة في صد الهجمات المُتتالية، وفشل في استعادة ما خسره، وفي المُقابل لم ينجح الثوار في فك الحصار عن مدينتهم (بيت الفقيه)، وعن معارك الكر والفر تلك، التي لم ينتصر فيها هذا الطرف أو ذاك، قال المُؤرخ حسن الإرياني: «ولم تزل الحركات والمغازي مُستديمة من الجانبين، مدة بقية صفر، وشهر ربيع الأول - يوليو، وأغسطس - وفي تلك المغازي المجاهدون الظافرون بالغنائم من الإبل، والبقر، وإحراق الديور، وإذهاب مزارع البغاة». أما شاهد العيان سليمان الأهدل فقد أوجز قائلًا: «والقتل كل يوم وليل من المشاريق بلا عدد».
تملك بسبب ذلك الإعياء عدد كبير من أفراد القوات الإمامية، وأصابهم الخور؛ وهي الإشكالية التي دفعت السيف أحمد لاستبدالهم بقوات أخرى، وعن القوات البديلة قال المُؤرخ الإرياني: «ووصلت عصبة من النقل في ربيع الأول "أغسطس"، واستمر الوصول يومًا فيومًا.. ومولانا بتلك الأيام يفكر ويدبر القدوم على مدينة بيت الفقيه».
حين أعيته الحيلة في كيفية اقتحام مدينة بيت الفقيه، قرر السيف أحمد أنْ يستشير مُعاونيه، ليبرز هنا مُقدم في الجيش اسمه يحيى إسماعيل الردمي، وضع الأخير خطة عسكرية مُتكاملة، وتعهد - كما أفاد مُؤرخ مجهول - بتحقيـق النصر في غضون أيام؛ إذا سُلمت له دَفة القيادة، وهو ما كان، وأفاد ذات المُؤرخ أنَّ السيف أحمد وافق حينها على مضض، وأكتفى بمراقبة سير المعارك كقائد أعلى بلا قيادة.
الرواية الرسمية المتوكلية لسقوط بيت الفقيه لم تشر إلى قصة الضابط الردمي - السابق ذكرها - بتاتًا؛ بل أفادت أنَّ السيف أحمد كثف من استعداداته لاقتحام بيت الفقيه، والتقى ذات مساء أمراء الجيش النظامي، ومقادمة الجيش البراني في قرية الحمراء 22 سبتمبر 1929م، وتقدم بعد الاجتماع إلى قرية القائم، وراسل في صباح اليوم التالي الشيخ علي المقداد، وكلفه بالتقدم بقواته من قرية المحوى إلى قرية القوقر، وراسل لذات الغرض عامل المنصورية القاضي محمد العلفي، وعامل زبيد القاضي محمد الشامي، وعامل وصاب الشيخ سعيد معوضة، وكان الهدف من ذلك الهجوم المزدوج - كما أفاد المُؤرخ الإرياني - إضعاف قوة الزرانيق، بتفريق جهودهم.
حدثت قبل سقوط مدينة بيت الفقيه بيوم واحد معركة شرسة، كانت سائلة الجلة الواقعة شرق ذات المدينة ميدانها، أجبر فيها الثوار - كما أفاد الـمؤرخ البحر - القوات الإمامية تحت قيادة السيف أحمد على الانسحاب إلى قرية المراميد والقرى المجاورة، بعد أنْ فتكوا بالكثير منها، وبعد أنْ تجاوزت خسارتهم - أي الثوار - الـ 200 قتيل.
من جهته تحدث المُؤرخ الإرياني عن تلك المعركة قائلًا: «واشتد الحرب، حتى سمعت أصوات المدافع كالرعود؛ بل أصواتها أقوى، وظلل غمائم البارود تلك الأرجاء، والتقى الجمعان، وتجاذبت الأرواح، واستمات الجيشان، وبلغت القلوب الحناجر، وعلى الجملة فإنه لم يكن قد وقع مثل ذلك الحرب، وتقهقر وانسحب مولانا بجيشه إلى القائم، بانتظام تام.. واستشهد من المجاهدين سبعون».
في كتابه (إمام اليمن) قال أحمد محمد الشامي عن أبطال الزرانيق أنَّهم قوم حرب وبطولة، وأنَّ قتالهم عن أرضهم كان كقتال الأسود الضواري، وأنَّ نيران بنادقهم كانت تنصب على جبهات العساكر بلا توقف، وأضاف: «استمر الصراع رهيبًا، فظيعًا، مطبقًا، واستطاع السيف أحمد أن يتخذ له عيونًا في بيت الفقيه، وجاءته الإمدادات تلو الإمدادات من الحديدة، وتعز، وبعد معركة طحون - يقصد معركة سائلة الجلة السابق ذكرها - رجع كل الفريقين إلى معسكره».
في تلك الليلة وصلت أخبار من بيت الفقيه بـأنَّ خسائر الزرانيق في النفوس والعتاد فادحة، وأنْ قواهم المعنوية محطمة، قرر السيف أحمد حينها الهجوم، ونجح عساكره باقتحام المدينة، وجاء وصف الشامي لذلك: «وكان قضاءً مُبرمًا، وانتصارًا ساحقًا، على قبيلة لم تعرف الهزيمة منذ أمد بعيد».
تحقق النصر الإمامي، وسقطت في صباح يوم الخميس 25 سبتمبر 1929م تحصينات مدينة بيت الفقيه، حاضرة الزرانيق الزاهية، حيث الولي ابن العجيل بخل - مجازًا - بـام كرامة، ليأمر السيف أحمد بهدم قبته، وبالأذان بـ (حي على خير العمل)، وزاد على ذلك بأنْ أطلق لعساكره المُتوحشة حرية القتل، والتدمير، والنهب، والحرق، ولمدة أسبـوع كامل، وكان هؤلاء العتاة يمُارسون جرائمهم وهم يُزملون: يــوم على بيـت الفقيه والدم سائل والله السيـف شــــلَّ الجـمـــالــة مـــــا تــحــــجـــى واخــــــتــفى بنــــدق النُّبــوت في يــد اليماني مــــــــن ثــــعــابـــه لا عــــــدن وكشفت تقارير القنصل الأمريكي في عدن حينها عن مدى فظاعة الجرم الإمامي في حق بيت الفقيه، وساكنيها، جاء في إحداها: «أبدى المهاجمون للمدينة وحشية مُفرطة، حيث لم يفرقوا بين الرجال المقاتلين، والشيوخ والأطفال»، وذكر تقرير آخر أنَّ السيف أحمد طالب أبناء الزرانيق بدفع غرامة مالية مقدارها 40,000 ريـال ماريا تريزا.
وكان الشيخ محمد بن عقيل (جد السلالي المتحوث سهل بن عقيل) المقيم حينها في الحديدة، والقادم من حضرموت، قد أفتى بجواز قتل أبناء الزرانيق، ونهب مُمتلكاتهم، وحين تحقق للقوات الإمامية النصر، أرسل إلى أمير الحديدة السيف محمد مُهنئًا، وقد جاء في رسالته: «فو الله أزاح هذا الانتصار كابوسًا على قلوبنا، طالما قاسيناه، وكم كنا نتمنى ذلك اليوم الذي نسمع فيه بسحق الزرانيق، ويا ليتني كنت مع الفاتحين، لكنت تقربت إلى الله بقتل صغارهم قبل كبارهم»!
بعد دخوله مدينة بيت الفقيه، جعل السيف أحمد من منزل إسماعيل بهكلي مَقرًا مُؤقتًا له، ومنه كلف عساكره بالخطاط في منازل المواطنين، وأمرهم بتخريب أماكن تجمعهم المعتادة، ومصادرة أسلحتهم، حتى السلاح الأبيض، وهي الأسلحة التي قدرتها صحيفة (الشورى) المصرية بـ 100,000 بندقية، و 18,000 جنبية، وأفادت ذات الصحيفة أنه تم حملها إلى صنعاء على ظهر 330 جملًا، ولم يكتفِ بذلك؛ بل وجه بمصادر أسلحة القبائل المجاورة، ولم يستثنِ المشايخ والمناصب الذين ساندوه، وزاد على ذلك بأنْ استولى على منازل من قاوموه، وأذلوا كبريائه.
وعن خلاصة هذه الجولة قال المُؤرخ الإرياني: «وما مرت ثلاثة أسابيع إلا وقد طوى مولانا شياطين تلك البلاد طي السجل للكتاب، وجرعهم العلقم الوصاب، بسياسته وفتكه، وأفعم السجون بأهل الجرائم، مئات من أهل المدينة والقرى، وقبض الرهائن الأكيدة».
وعن خُلاصة حرب الزرانيق بشكل عام، قال المُؤرخ الإمامي محمد شرف الدين: «وجرت بينه - يقصد السيف أحمد - وبينهم حروب كبيرة، وملاحم كثيرة، شربت فيها الرجال رحيق الآجال، من أكف الأبطال، على سماع المدافع والبنادق، ورياحين البواتر والبوارق، وطالت المدة لحربهم، وقاتلوا قتالًا لم يُعهد من أحد قبلهم، ولا من بعدهم، وما زال أيده الله يباكرهم بالقتال، ويراوحهم بالنزال، ويعد عليهم بنفسه عدوات الريبال، حتى استأصل عموم بلادهم، بعدما أذاقهم العذاب الشديد، وأسر من أبقته يد القتل من شياطينهم، وصفدهم بالحديد، وأودعهم سجن نافع، وسأل سائل بعذابٍ واقع، وقطع دابر القوم الذين ظلموا».
وعلى ذات المنوال تبارى شعراء الإمامة في مدح السيف أحمد، وكتب الشاعر علي بن يحيى المنصور قصيدة طويلة، نقتطف منها: وسائل بـــه حـزب الزرانيق إنه رماهم بـربٍ مُستـطير وقودها وكانت لــه فيهم ثـلاثون وقعة يـشيب لها في كل أرضٍ وليدها فأرمل في وادي رمال نسائهم ولم تنتـفع باللطم منها خدودها
أما الشاعر أحمد بن صالح الجلال فقد كتب قصيدتين طويلتين، نشرت الأولى في كتاب (صادق التحاقيق)، وفيها خاطب السيف أحمد: يا صاحب الفتح المبين وصاحب النـ صر الـــذي يشـفي العليل من الظما لـولا قيــامك بالجهــــاد بــأرض شر النــاس أضـحى فتـحـها مُنـــعدمــــا
وعلى صدر صحيفة (الإيمان) نشر ذات الشاعر قصيدة ثانية هنأ بها الإمام يحيى، وأشاد في ذات الوقت ببطولة ولده السيف أحمد، وفيها خاطب الأخير قائلًا: لقد فـــزت بــالفتـح المبـين ولم تزل على كـل بـــاغ حارب الله منصــورا فتحت بــلادًا فتـــحـها غيــــر ممكن ولكـــــن فتـح الله مــا زال مقـدورا جمــــعت لهـا جـمـعًا غــفيـرًا وآلـــة فـأثر فيـها جنــدك الجــــم تأثـــيــرا وسقـت لهـــا جحــفــلًا بعــد جحفل وبيرق حـرب طال ما صار منشورا
أما القاضي الشاعر محمد بن يحيى الإرياني فقد كتب هو الآخر قصيدة طويلة في مدح السيف أحمد، ومنها أيضًا نقتطف: فـشــن عليـها غــارة بعـــــد غـارة بهــــا ذهبـت أخفـــــافها والحوافرُ فــدكدك ركـن البغي من كل جانبٍ ودارت على بيت الفقيـه الــدوائـر كــــأن عصـى مـوسى بكف يمينه وبيـن يــــديـه ساجــدًا خَـرَّ ساحرُ
وهكذا، سقطت مدينة بيت الفقيه، وما كان لها أنْ تسقط؛ لولا الحصار المُطبق الذي استمر لشهور، والتكتيكات العسكرية التي ابتكرها الضابط الردمي، قـائـد تلك الهزِيمة، كما أنَّ الدعاية الإمامية المُكثفة التي عملت على تضخيم السيف أحمد، بإشاعة أنَّ الرصاص لا يخترق جسده، وأنَّ الجن ينقادوا له؛ أثارت الخوف والرهبة في قلوب كثيرين، أما السبب الأبرز، والأكثر تأثيرًا؛ فتمثل بالجواسيس الذين خذلوا بني قبيلتهم، وبدخول الشيخ يحيى منصر وغيره من مشايخ ومناصب الزرانيق - سبق أن ذكرنا أسماء بعضهم - في طاعة السيف أحمد، وهو التصرف الذي كان كالقشة التي قصمت ظهر البعير.
.. يتبع