طيلة حياته، ظل حسن نصر الله يجرف في أساسات وجسم الدولة اللبنانية، حتى أسقط هيبتها وحول بقاياها إلى مجرد مبنى مهجور، لا حياة كريمة فيه.
حول لبنان إلى ساحة مفتوحة للكيان الإيراني، لشن حروبها الطائفية ضد دول المنطقة العربية.
سيطر حسن نصر الله على لبنان بعد أن صفى قادته، ووصلت به الجرأة ومعه بشار الأسد إلى اغتيال الراحل رفيق الحريري، قائد نهضة لبنان ومطوره وباني مدنه، وإلى جانبه الكثير من الساسة اللبنانيين؛ الذين كان لهم موقف معارض لأيرنة لبنان ومشلنة مؤسساته.
في عهد حسن نصر الله انهارت خدمات الدولة اللبنانية وعملتها، وتهجر شعب لبنان، وسقطت بيروت ـ باريس الشرق ـ في فقر مخيف، حتى وصل حال ذلك البلد الجميل أن غرقت شوارع مدنه في أكوام القمامة، ولم تجد من يرفعها.
بعد طول متاجرة بالقضية الفلسطينية، قتل حسن نصر الله في مخبئة الدائم تحت الأرض، ولكنه لم يرحل عن حياة اللبنانيين إلا وقد تدمرت البلاد وأصبح الناس بلا غذاء ومأوى، ودون أمل.
اليوم وبعد بزوغ أشعة الحرية على اللبنانيين، وتنشقهم بعض هواء البحر المتوسط النظيف، ها هم الملالي يُنصبون في ظُلم الليل ولد حسن نصر الله هبلا جديدا للبنان، ووكيلا جديدا لهم بدلًا عن أبيه.
في ظلام دامس، وضد رغبة الشعب اللبناني، قامت الملالي بتحنيط جثة وكيلهم وتحويلها إلى ضريح مقدس؛ يُزار ويُعبد.
كان الله في عون اللبنانيين، فقد عانوا من روحه، وسيعانون من ضريحه، فما قامت دولة مستقرة في أي مكان في المنطقة، نُكبت بشيعة أو بزيدية، أو بأضرحة.