تتصاعد وتيرة الضربات الأميركية وتتوسع جغرافيا ضد أهداف حوثية في اليمن.
هذا الأمر أنعش آمال اليمنيين بقرب إنهاء سيطرة ميليشيا الحوثي على عاصمتهم صنعاء.
وفي هذا السياق، رصد موقع ماز برس مقالا مهما للسفير الدكتور عبدالوهاب طواف، تطرق فيه حول مراحل سيطرة ملالي أيران وأذرعهم على مناطق مهمة في المنطقة العربية. فقال فيه:
كان المشهد العام لمنطقة الشرق الأوسط أواخر عام 2023 في وضع أمني غير مستقر، وكانت حالة الاستقطاب المذهبي في أعلى مستوياته، وكان الصراع الطائفي يتصاعد فيها بشكل مخيف.
كانت النظام الإيراني هو المحرك الأوحد للمشهد العام ببعده السلبي، كونه هو فقط من يدير سياساته الخارجية بالأدوات الطائفية وبالعقائد المذهبية، وبالحروب والسلاح والفوضى والمخدرات، وعبر الجماعات المتطرفة والحركات الإرهابية.
كان المرشد الإيراني هو المتحكم "بكل" خيوط الصراعات والحروب، والممول السخي لكل الإنقلابات المسلحة والعمليات الإرهابية التي تستهدف دول المنطقة العربية.
بنهاية عام 2024، كانت أعمدة الملالي الرئيسة في سوريا ولبنان قد تهاوت، وعادت سوريا للسوريين، ولبنان للبنانيين، وظهرت قوى سياسية وعسكرية في دمشق معادية ورافضة للنظام الإيراني، وعاد حضور الدولة الوطنية في بيروت.
وتطرق في مقاله لوضع اليمن، فقال:
الكل يعلم أن الحوثيين في اليمن لا مشروع لهم، ولا حاضنة شعبية يمتلكونها، وهم مجرد نتوء مسلح، وجد له العناية والدعم الأعمى والسخي من ملالي إيران، لغرض تحويل اليمن إلى مخزن بشري رخيص؛ لتنفيذ مشروعهم الطائفي في المنطقة، وساحة حرب مفتوحة ومجانية لهم ضد السعودية؛ التي تُمثل آخر حصون العرب أمام توغلهم وتوسعهم.
ولذا، كانت أحداث غزة فرصة ذهبية للحوثيين للهروب من استحقاقات الداخل اليمني، وغسالة كبيرة لغسل جرائمهم البشعة ضد اليمنيين.
اليوم نرى ضغطًا أميركيًا قويًا غير مسبوق، يتجه لردع إيران والقضاء على أذرعها، وهذا سيؤدي حتمًا إلى تلاشي النفوذ والتواجد المباشر والمعلن للنظام الإيراني في المنطقة العربية.
ووضع السفير عبدالوهاب طواف عدة تساؤلات حول الأمر:
هل سيستثمر اليمنيون هذه المتغيرات لإنقاذ بلادهم وانتزاعها من بين مخالب مذهبية الملالي وطائفية الرسية؟
هل آن الأوان للنخب السياسية والعسكرية في اليمن التخلي عن مسارات المصالح الشخصية والحزبية والمناطقية، لمصلحة الوطن الكبير؟