الثلاثاء ، 23 ابريل 2024
ماوراء الخبر

العميد الحمادي صاحب الطلقة الاولى...مر عام على اغتياله ومازال اليمنيون يتذكرونه

سامية الأغبري:

“نظر إليّ أخي أكرم، وقال لي: عظم الله أجرك. تصلب جسدي، وكأن شيئاً جثم على صدري، نعم خارت قواي وفقدت عزيمتي. إنه أبي. كنت قد قرأت كل شيء في وجه أخي، بعد أن أنهى مكالمته؛ في نبرة صوته وفي كلماته المبعثرة التي بالكاد كنت أفهمها، ومع ذلك كان هناك أمل جعلني أسأل، أردت أن أسمع جواباً مختلفاً يطمئنني”.

مع من كنت تتحدث يا أكرم؟ إنه عبدالرحمن النعمان، كان متواجداً بالمستشفى بعدن، جوار أبي.

“كم احتجنا من الوقت لنفيق من هول الصدمة والفاجعة؟ لا أدري”؛ يقول زكريا، نجل العميد عدنان الحمادي.

تحل اليوم الذكرى الأولى لاغتيال الحمادي الذي اغتيل في منزله مطلع ديسمبر من العام الماضي. مر عام على اغتياله ومازال اليمنيون يتذكرون بحسرة وألم كبيرين، قائد تحرير غالبية مناطق تعز وريفها، خصوصاً في ظل حالة الجمود التي دخلتها وتعيشها الجبهات في تعز.

العميد الحمادي اثناء قيادة المواجهات العسكرية مع جماعة الحوثي غرب مدينة تعز

عدنان رمز الوطنية الذي أحبه كل اليمنيين, المعروف بـ”صاحب الطلقة الأولى” في مواجهة جماعة الحوثي، في وقت كان آخرون يعتقدون أن المعركة التي لم تبدأ بعد قد انتهت بسيطرة الحوثي على تعز بعد محافظات عمران وصنعاء وإب.

وأطلق الحمادي الرصاصة الأولى، معلناً بدء معركة تحرير البلاد، والدفاع عن الجمهورية ومكتسبات ثورة 26 سبتمبر. وهو من أسس النواة الأولى لجيش وطني تمثل باللواء 35 مدرع، الذي تأسس على أسس وطنية وعقيدة عسكرية لا مكان فيه للأحزاب.

ظل الحمادي يرفض تشكيل مجاميع عسكرية مسلحة خارج مؤسسة الجيش، لأنه كان يدرك خطورة تشكيل مثل هذه المجاميع، وتسليحها، على أمن واستقرار المدينة. في وقت كانت ومازالت قيادات عسكرية تثير الفوضى في مدينة تعز، ويقوم بعض عناصر من الجيش بقتل المواطنين ونهب أموالهم وممتلكاتهم، كان العميد هناك في الميادين يخوض معارك بطولية، ويصنع المجد لتعز وكل اليمن.

كيف تلقت الأسرة خبر استشهاده؟

يروي زكريا، نجل الحمادي، عن ذلك اليوم المشؤوم قائلاً: “قبل أسبوعين من تنفيذ جريمة الاغتيال، ذهبنا إلى القاهرة، بغرض علاج أمي. يوم جريمة اغتيال أبي، وصلني الخبر بعد ساعة من تنفيذها، كان الشيخ سيف النعمان قد سمع بما حدث، واتصل بي ليخفف عني، وحين أدرك أني لا أعلم شيئاً حاول تدارك الأمر، وقال لي لقد سمعت بحدوث مشكلة في البيت، لكنها تبدو أخبار “مفسبكين”. اتصلت على  الفور بالمرافق الشخصي لأبي فتحي الحمادي، وسألته ماذا حصل؟ فأخبرني كل شيء، محاولاً طمأنتي بأنها إصابة بالكتف، ونقل إلى مستشفى النشمة، وبإذن الله سيتعافى، لكن اختتم كلامه. حاولوا العودة إلى البلد بأسرع وقت. هذه الجملة تقريباً قالت كل شيء؛ أبي ليس بخير! رغم تطمينات كل من اتصلت بهم، أخبرت أكرم بما حدث، واتفقنا ألا نخبر بقية أفراد العائلة”.

العميد الحمادي مع نجليه

يواصل زكريا حديثه عن ذلك اليوم الذي لم يقلب حياة الأسرة رأساً على عقب فقط، بل حياة كل الوطنيين: “التقينا بالشيخ النعمان، في مكان قريب من  المنزل الذي نسكنه في القاهرة، واستمر تواصلنا بكل المقربين من الشهيد والمتواجدين في المستشفى، علمنا أنه نقل إلى عدن، وقالوا لنا إنه بخير. عدت أنا إلى المنزل لأكون بقرب أمي وشقيقتيَّ، في حال وصل إليهن الخبر، وذهب أكرم إلى الشيخ للجلوس معه. وفي التاسعة بتوقيت القاهرة دخل أكرم إلى البيت، وتوجه إلى الشرفة، فعلمت أنه يتحدث هاتفياً بخصوص أبي، وحتى لا أثير الشكوك انسحبت بهدوء إلى الشرفة، وأغلقتها”.

ويضيف: “بعد أن تأكدنا من الخبر الفاجع، حاولنا الحفاظ على رباطة جأشنا أمام أمي وشقيقتيّ، وألا نخبرهن شيئاً عن الموضوع”.

“بقي أكرم في البيت، وذهبت أنا إلى الشيخ سيف، وأخبرته عن رغبتنا بالعودة إلى اليمن، وبدوره تواصل بالشيخ سلطان البركاني الذي تابع لنا إجراءات السفر. كان كل شيء يثير ريبة أمي؛ لماذا وبهذه السرعة سنعود إلى اليمن؟ وتساءلت أمي وشقيقتاي: ما الذي حدث؟ وبدأت حالتها الصحية تتدهور. قلنا لها إن الكبد عاد وأتعب أبي، فنقلوه إلى عدن، لكنها لم تقتنع، فأخبرناها أنه مصاب، وسنعود لزيارته، أيضاً لم تصدق. قلنا لها الحقيقة، فهذا خبر لم يعد ممكناً إخفاؤه. أخذت تشد من عزمنا، وحتى لحظة مغادرتنا القاهرة كانت شقيقتاي لا تعلمان شيئاً”.

“وصلنا صباح 3 ديسمبر 2019، إلى عدن، وكنا أمام موقف صعب هو كيف نخبر شقيقتيَّ عن استشهاد أبي؟ أصرتا على زيارته في المستشفى، طلبنا من أمي مساعدتنا في إخبارهما، بعد مقدمة طويلة، علها تساعد في تخفيف الصدمة عليهما. تلقتا الخبر الذي صدمهما، فانهارتا، ثم حاولتا استجماع قوتيهما من أجل إلقاء نظرة الوداع الأخيرة. بعدها انطلقنا إلى مستشفى باصهيب بعدن، رأينا بأم أعيننا طلقات الرصاص في رأسه، انهرنا جميعاً، كل واحد فينا كان يمني نفسه بأن أبي مازال على قيد الحياة. إذن، فعلاً مات أبي، ها نحن نودعه ونلقي عليه نظرة الوداع، ولا مجال لتكذيب الخبر، لكننا تماسكنا من أجل أمي وشقيقتيّ”، يقول زكريا، مضيفاً: “أنهينا الزيارة لكي نعود إلى القرية، فهناك أختي الثالثة التي ظلت مع أبي في المنزل، هي بحاجتنا، كان جل تفكيرنا بها وبحالها، هي التي تلقت الصدمة الأشد، فهي شهدت الجريمة وتفاصيلها، هي من رأت منظر الدماء، ولحقت أنفاس أبي الأخيرة. وهي التي رأت وجوه القتلة، تلك الوجوه الخبيثة الخائنة التي سهلت ونفذت الجريمة”.

قبل عملية الاغتيال

قبل شهرين من جريمة الاغتيال، وبذكرى الاحتفال بثورة 26 سبتمبر، في مديرية المواسط، حذر العميد عدنان الحمادي من مغبة نقل الصراع إلى المناطق الآمنة والمستقرة، وطمأن، في الوقت ذاته، المواطنين في الحجرية، قائلاً: “الحجرية لن تكون بؤرة صراع، بل إن المعركة القادمة هي معركة تحرير الحوبان والستين”.

العميد الحمادي في عرس نجليه

كان يقاتل جماعة الحوثي، وكانوا هم يستهدفونه ويواجهونه كعدو، تحدث كثيراً وبمرارة عن الخيانات والمؤامرات التي تعرض لها اللواء 35، وكيف أن البعض ينتظر سقوط اللواء، وكيف سلمت دبابات وأسلحة لقادة لم يخوضوا أية معارك، بل على العكس حاصروا اللواء، واستهدفوا قادته وجنوده.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة “الشارع”، بُعيد استشهاده، قال: “يريدون منا بيع شرفنا العسكري، وأن نكون إمعات”.

ولحرصه على إنهاء حالة الانفلات وتشكل جماعات مسلحة خارج مؤسسات الدولة، أكد في تلك المقابلة، ضرورة إلحاق الجيش الوطني بوزارة الدفاع.

وتحدث عن محور وتعز، وخذلانه للواء، وهو ما كان قد تحدث به سابقاً، في خطاب، كيف حوصر أفراد اللواء، وكيف ترك الجرحى ينزفون، ولم يعطهم أحد حتى شربة ماء!

حملات تشويه

تعرض الحمادي لعدة محاولات اغتيال، إحداها مطلع 2017 في المواسط، وأخرى أواخر 2018. وتكررت المحاولات مرافقة لحملة تخوين قادها أنصار أو عناصر  منهم من ينتمون لأحد الأحزاب، حتى إنهم في كل مرة يتحدث عن محاولة اغتيال تعرض لها كانوا يسخرون، ويعتبرونها مسرحية.

ومع محاولات الاغتيال المتكررة  قال لأسرته: “تعرضت لمحاولات اغتيال، ونجوت منها، وعليكم أن تتوقعوا وصول خبر استشهادي في أية لحظة.. قد أخرج يوماً ولا أعود”.

يؤكد زكريا الحمادي أن والده عبر، مرات عديدة، عن استيائه من حملات التشويه والتخوين من بعض وسائل الإعلام وبعض المواقع الإخبارية والناشطين.

قال نجله كان والدي يقول لنا: “الحوثي الذي نحن نقاتله وهو عدونا، عندما يذكرني يصفني بالمرتزق، وهؤلاء رفاق السلاح ومن هم في صفنا كما يدّعون، يصفونني بالعميل والخائن. انظر إلى الفجور في الخصومة”.

ومع حملات التشويه تلك، تم استهداف اللواء وقائده في 2016، ويبدو أنه قرار لجس نبض الشارع، أصدر قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، قراراً بإيقاف  العميد ركن عدنان الحمادي، بعد افتعال مشكلة في المجمع الحكومي بالتربة، أدت إلى مقتل مواطن، لتصبح مبرراً لتنحيته عن اللواء.

رفض المواطنون قرار المحور، فألغاه فاضل باتصال هاتفي مع الحمادي.

يومها وفي صفحته على “فيسبوك”، كتب أستاذ الفلسفة بجامعة صنعاء معن دماج: إيقاف عدنان الحمادي ليس مجرد خبر، فالرجل الذي بدأ أول تمرد ضد السلطة الواقعية لجيش علي صالح، مؤسساً ما يمكن اعتباره نواة للجيش الوطني، في الوقت الذي كان فيه أغلب الضباط حتى المعادين للتحالف الرجعي، يحاولون التكيف مع الواقع القهار، منهم حتى من هم قادة على الحمادي اليوم في محور تعز، أمثال الجنرال سرحان.

العميد الحمادي في المواجهات العسكرية التي درات مع جماعة الحوثي في منطقة الضباب

وأضاف دماج: في لحظات الهزيمة الكاملة يقوم البعض بعمليات انتحارية ليس لها قيمة كبيرة في تغيير ميزان القوى، لكن لها أهمية أكبر، إثبات أن الهزيمة ليست نهاية العالم، وأن المقاومة ممكنة.

وزاد: “ما عمله الحمادي ذات يوم مع مجموعة من الجنود والضباط الصغار الذين لا يعرف أسماءهم أحد، حدث مؤسس في تاريخ العسكرية اليمنية، وفي تاريخ الوطنية اليمنية، كان وسيبقى كذلك”.

كان قرار استهداف قائد اللواء 35، قد اتخذ مبكراً على ما يبدو، وما قرار إيقافه إلا البداية.

لم يكن استهدافه شخصياً وفردياً، بل كان عملاً منظماً ومخططاً له، وسُخرت لتحقيقه كل الإمكانيات المالية والإعلامية، وجُند ناشطون وصحفيون.

في البدء، كانت الخطة اغتياله معنوياً، لكنه وهو الذي لا يمتلك ولو جزءاً يسيراً من تلك الإمكانيات، كان يمتلك ما هو أكبر، يمتلك رصيداً عظيماً من النضال، ومن الانتصارات في الجبهات والميادين، لهذا فشل مخطط قتله معنوياً.

تقول المصادر إن بعض الشباب كانوا قد تقربوا منه كناشطين وإعلاميين، بهدف جمع معلومات عنه وعن تحركاته، وإن بعضهم كانوا يسافرون إلى إحدى دول الخليج، وحين يعودون يخبرونه أنهم كانوا في ورش عمل في دول أخرى كلبنان والأردن، حتى لا يثيروا شكوكه.

 

أحدهم كان مقرباً جداً من الشهيد، وكان يثق به، واستدعي للتحقيق معه من قبل اللجنة المشكلة من اللواء، بُعيد جريمة الاغتيال، ورغم طلب محامي أولياء الدم من النيابة استدعاءه للتحقيق معه، إلا أنها رفضت، وآخر كان يتقرب منه أيضاً، وهو ينتمي لأحد الأحزاب الكبيرة، ووالده قيادي كبير فيه.

تصفية من لهم علاقة بالجريمة

عندما تآمروا على العميد عدنان الحمادي، واتته الطلقة الغادرة من الرفيق العدو، ظنوا أن قصة أخ قتل أخاه بسبب مشاكل أسرية، ستمر، وسينتهي الأمر هنا، وبعد كم يوم سينسى اليمنيون الشهيد الحمادي. لكن ما حدث لم يكن ربما ليخطر ببال المخططين والقتلة.

نسي الناس شقيق عدنان، وأشاروا بأصابعهم إلى القاتل الحقيقي، فمثل هذه القصص الملفقة معروفة لدى اليمنيين، فقد كانت هذه إحدى طرق تصفية المعارضين: استغلال مشاكل أسرية.

تمت تصفية شقيقه القاتل مباشرة، مع أنه كان بالإمكان إلقاء القبض عليه، ثم بعد شهر ونصف اغتيل حارسه الشخصي عواد الفقيه، في منزله بالمعافر، وقيل إن عواد كان أحد الشهود المهمين في القضية.

وفي وقت كان يطالب الناس بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، شكلت لجنة كان أعضاؤها من محور تعز، أحد خصوم الشهيد.

وتوفي في ظروف غامضة وكيل النيابة الجزائية في عدن، القاضي علي جميل بامندود.

الدفن

بعد إعلان الأسرة عن موعد دفن الشهيد عدنان الحمادي، تحدث البعض عن ضغوط تعرضت لها الأسرة للإسراع بالدفن، غير أن نجله نفى تعرضهم لأي ضغوط، وأكد أن القرار كانوا قد اتخذوه بعد الجريمة بأسبوعين، وبعد أن تم تجهيز تقرير الطبيب الشرعي، لكنهم، وبسبب الضغط الشعبي الذي واجهوه، ومطالبات بعدم الدفن حتى مكاشفة الرأي العام بنتائج التحقيق، ونزولاً عند رغبة محبي الشهيد، أصدروا بياناً في 17 ديسمبر 2019، بتأجيل الدفن حتى مكاشفة الرأي العام بنتائج التحقيق؛ ولكن عندما طال الأمر، واقترب موعد الإجازة القضائية، وربما ستمتد إلى أكثر من 4 أشهر، بسبب جائحة كورونا، يقول  زكريا: “اتخذنا قرار التحضير والإعداد للدفن، واستخرجنا تصريحاً من النيابة لإخراج الجثة من مستشفى باصهيب العسكري. وبعد استكمال كل إجراءات الدفن، وحتى لا نتعرض للموقف السابق، تم الإعلان عن موعد ومكان الدفن، وتم نقل الجثمان الطاهر من عدن إلى مستشفى خليفة بالتربة، صباح الخميس 19 مارس، ويوم الجمعة 20 مارس 2020، تم نقل جثمان الشهيد إلى مسقط رأسه في بني حماد، بتشييع شعبي مهيب، ليدفن هناك”.

محاكمات مستمرة

منذ تشكيل اللجنة الرئاسية للتحقيق في قضية اغتيال عدنان الحمادي، يتضح من تحقيقات النيابة، وعدم استدعاء من ذكروا في محاضر تحقيقات اللواء، واختفاء مستندات من ملف القضية، أن هناك توجهاً إلى تمييع القضية من قبل المحكمة.

ذكر مصدر في المحكمة الجزائية المتخصصة بمحافظة عدن، أن المتهمين في قضية اغتيال العميد عدنان الحمادي، عددهم تسعة أشخاص، بينهم شقيقه جلال الذي لقي مصرعه على يد حراسة الحمادي. (م الحمادي) (ع الحمادي) (أ. الحمادي) (ص هاشم ، وابن عمه م.هاشم )  إضافة الى (أ. محمد ) و(أ . احمد) ووجهت إلى المتهمين تهم الاشتراك في عصابة مسلحة ومنظمة لمقاومة رجال السلطة المكلفين بتنفيذ القوانين، وذلك بأن اتفقوا جنائياً على تصفية المجني عليه عدنان محمد الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، وذلك بأن اتفقوا على توزيع الأدوار  بينهم، بينما أحيل المتهم التاسع (ز.محمد ) إلى النيابة العسكرية للتحقيق معه بتهمة إفشاء أسرار عسكرية.

وكانت فضيحة اختفاء ما يزيد عن 300 مستند من ملف القضية، قد أثارت ضجة وشكوكاً حول مصداقية المحاكمة ونزاهتها، بحسب المصدر، مشيراً إلى المستندات التي انتُزعت من ملف القضية، والأدلة التي أخفتها النيابة، منها 240 مستنداً تخص المحرضين والممولين، منها هارد يتضمن تفريغ المكالمات والرسائل الواردة والصادرة إلى هواتف المتهمين، ونبه إلى إعادة النيابة ملف المحرضين، وكذلك الهارد أمام المحكمة، وإعادة المستندات المخفية.

وأكد على نقص في الصفحتين 128 و129 من التحقيقات، معرباً عن قلقه من محاولات تمييع القضية.

وفي ما يخص بقية المتهمين، أكد أحد أعضاء فريق المحامين عن أولياء الدم، أنه لم يتم استدعاء من وردت أسماؤهم في تحقيقات اللواء والنيابة، ولم يتم استكمال التخاطب مع شركات الاتصالات بشأنهم، بل تم إخفاء الاتصالات والرسائل المضبوطة في هواتفهم هم  (ض.أ وابنه وشقيقه وهو كان يستخدم هاتفيهما للاتصال  بالمنفذين ) (ع. ر),(ع,ج) (ع.أ) (ع.م)  ولم يتم استدعاء المحرضين، لافتاً إلى أن النيابة أرادت حصر الجريمة فقط بالمنفذين المباشرين.

وفي جلسة يوم 26/11/2020، أجلت المحكمة الفصل في ملف اغتيال الحمادي، إلى السابع من ديسمبر الجاري، لتأجيل الفصل في دفوع محامي أولياء الدم. وبررت ذلك بضخامة ملف القضية الذي يحتاج مزيداً من الوقت للاطلاع.

ويقول زكريا الحمادي: “نحن اليوم نعيش الذكرى الأولى لجريمة الاغتيال الآثم، وحتى الآن لم نصل إلى نتيجة. كل الذي وصلنا له اليوم هو نفسه الذي عرفناه من اللجنة الرئاسية منذ عام”.

ونبه إلى أن المماطلة بالقضية بهذا الشكل، ورفع النيابة إلى المحكمة ملفاً مجتزأً ومنزوعاً منه الكثير من الوثائق، يوصل إليهم  إحساساً بأن هناك تلاعباً بالقضية. واستطرد: أتمنى أن يخيب هذا الإحساس، فماتزال ثقتنا بالقضاء اليمني وبالنائب العام قائمة.

وتابع: “الفقيد  هو فقيد الوطن، وليس فقط أولياء الدم، ونطالب باستكمال التحقيقات واستدعاء كل من وردت أسماؤهم في محاضر التحقيق إن ارادوا إيقاف مسلسل الاغتيالات السياسية”.

نقلا عن "المشاهد"