الخميس ، 25 ابريل 2024
ماوراء الخبر

 هل تراجع ماكرون أم هي رسالة تهدئة فقط؟

 

قال الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري إن خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حواره مع الجزيرة اليوم لم يكن تراجعا وإنما تصحيح لمسار خاطئ.

وأكد القادري -في حديثه لحلقة (2020/10/31) من برنامج "ما وراء الخبر"- أنه لا مشكلة تجاه حرية التعبير، لكن المختلف عليه هو حدود هذه الحرية، مستشهدا بأن صحيفة شارلي إيبدو في إصدارها القديم كتبت مقالا ساخرا عن شارل ديغول بعد وفاته، لكن السلطات الفرنسية أغلقت الصحيفة في اليوم ذاته، الأمر الذي ينفي القول بأن حرية التعبير لا حدود لها في فرنسا.

واستشهد أيضا بإقالة شارلي إيبدو الرسام الذي رسم ابن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، معتبرا زواجه من ابنة رجل أعمال فعلا انتهازيا، وكذلك تمت إقالة رسام سخر من زوجة ماكرون.

وذكّر القادري بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للاتحاد الأوروبي بأن الإساءة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا تدخل ضمن حرية التعبير، بل هي إساءة للأديان والمعتقدات.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال -في حوار حصري مع الجزيرة- إن الأخبار التي نقلت أنه يدعّم الرسوم المسيئة للرسول (محمد صلى الله عليه وسلم) أخبار مضللة ومقتطعة من سياقها، مؤكدا أنه ليس لديه أي مشكلة مع الإسلام، وإنما معركته ضد الإرهاب والتطرف العنيف، واصفا حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية بغير اللائقة.

وأكد ماكرون أن تصريحاته قد حُرفت، وأنه يتفهم مشاعر المسلمين إزاء الرسوم المسيئة للنبي. وأضاف ماكرون أن الصحافة في فرنسا حرة، وأن الصحيفة التي نشرت الصور ليست ناطقة باسم الحكومة.

رسالة تهدئة

من جانبه، اعتبر رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا عمر الأصفر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد نجح في حواره مع الجزيرة في إرسال رسالة صداقة وتهدئة مع العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن حواره جاء في وقت مناسب ليرفع اللبس.

ووجه الأصفر الشكر للرئيس الفرنسي لأنه استعمل أول قناة إخبارية في العالمين العربي والإسلامي ليوجه خطابه إلى الأمة.

وأكد الأصفر أن كلمات ماكرون اليوم نزلت على المسلمين في فرنسا بردا وسلاما، داعيا إلى تطبيقها عمليا بعدما سمعوه على مدى أسابيع من اتهامات.

وطالب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا بأن يمنح المسلمون القدر نفسه من الحرية الممنوحة لمن يرسم رسوما مسيئة للإسلام، وذلك عندما يعبرون عن رفضهم لهذه الرسوم.

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في المغرب الشرقاوي الروداني إن خروج ماكرون للحديث عبر قناة الجزيرة وهي الأكثر مشاهدة في العالم العربي، بمثابة إشارة واضحة على رغبته في إرسال رسائل وشرح أمور ملتبسة في خطاباته السابقة ومحاولة لتهدئة الشارعين العربي والإسلامي.