الاربعاء ، 24 ابريل 2024
ماوراء الخبر

من الذي قتل "أب القنبلة الذرية الإيرانية"؟

 

 

تحت العنوان أعلاه، كتب نيكولاي بلوتنيكوف، وفاليري زاخاروف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول الأثر الإسرائيلي الذي يغدو واضحا، موضوعيا، في اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده.

وجاء في مقال بلوتنيكوف مدير مركز المعلومات العلمية التحليلية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، وزخاروف كبير الباحثين في المركز:

في الـ27 من نوفمبر 2020، اغتيل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده على بعد 70 كلم شرق طهران.

وقد بدأت بالظهور، مؤخرا، في عدد من وسائل الإعلام الأوروبية والشرق أوسطية، مواد تتطرق إلى ملابسات مقتل زاده. بتلخيصها، يمكن افتراض التالي:

على ما يبدو، تم تحضير العملية وتنفيذها، من البداية إلى النهاية، من قبل الموساد الإسرائيلي من دون أي مشاركة أميركية. فقد سبقتها عملية أخرى نفذها الموساد في الـ 31 من يناير 2018، تمت خلالها سرقة الأرشيف النووي الإيراني. وشهدت مواد الأرشيف على الدور الرئيسي لفخري زاده في تنفيذ برنامج طهران النووي.

وسرعان ما أدرك الموساد أهمية فخري زاده بالنسبة لإيران، لكن القرار السياسي بتصفيته لم يتخذ إلا في مارس 2020.

وبحسب أجهزة المخابرات الإسرائيلية، فإن اغتيال فخري زاده أدى إلى تأجيل الموعد النهائي لاستكمال العمل على سلاح نووي إيراني لمدة خمس سنوات، أو لعامين، بحسب تقديرات أخرى.

والظاهر أن التسريبات التي ظهرت حول ملابسات مقتل محسن فخري زاده تأتي في إطار المحاولات المتعمدة من قبل البعض في تل أبيب لصرف انتباه المجتمع الدولي عن الأهداف الحقيقية لعمليات المخابرات الإسرائيلية خارج بلادهم. يجري الرهان، حاليا، على منع الولايات المتحدة من العودة إلى "الاتفاق النووي" مع إيران، ما يدفع (طهران) إلى اتخاذ إجراءات انتقامية صارمة ضد إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة في العراق وسوريا، وضد السعودية والإمارات. وإذا نجح الإسرائيليون في ذلك، فإن إدارة جوزيف بايدن يمكن أن تعيد النظر في خططها حول "الصفقة النووية" مع إيران.

انطلاقا من عدد من المؤشرات، يمكن القول إن إسرائيل، في ظل قيادة البلاد الحالية، تعتزم الاستمرار في سياسة على شفا الحرب تجاه إيران بكل الوسائل المتاحة.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب