الاربعاء ، 17 ابريل 2024
ماوراء الخبر

اتصال بايدن بنتنياهو بعد تاخير شهر ، لماذا ؟  

 

 

 

واخيرا بعد تاخير دام حوالي شهر ، انهى الرئيس الامريكي جو بايدن صيامه وترقب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو واجرى اتصالا هاتفيا معه استغرق ساعة واحدة .

الاعراب :

-الرئيس الامريكي تهرّب من الاتصال بنتنياهو خلال الشهر الماضي في حين انه وخلال الفترة ذاتها اجرى اتصالات مع رؤساء عشر دول اخرى ما يعزز الراي الذي يرى بان بايدن لديه مشاكل شخصية مع نتنياهو وفي مقدمتها الدعم المفتوح الذي كان يقدمه نتياهو لترامب خلال الانتخابات الرئاسية الاخيرة . بايدن ومن خلال هذا التاخير المهين ، وجّه رسالة الى نتنياهو مفادها بانه ممتعض منه وبالطبع للذين سيتولون السلطة من بعده حول التعاون بين "اسرائيل" وامريكا . وفيما سعى الى تاكيد التزامه بأمن "اسرائيل" مئة بالمئة حاول الايحاء بحساسيته الكبيرة تجاه تصرفات رئيس وزارء هذا الكيان .

-في حين ان اتصال ترامب بنتنياهو جاء في اليوم الثاني من توليه منصبه ، الا ان بايدن اجرى هذا الاتصال بتاخير دام شهرا .

ربما كان من المتوقع ان يستمر هذا العقاب لاسابيع اخرى ، ولكن يبدو انه ونظرا الى الاجتماع المهم الذي سيعقده وزراء خارجية الترويكا الاوروبية مع وزير خارجية امريكا الجديد اليوم لمناقشة الملف النووي الايراني من جهة ، والزيارة المرتقبة لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى طهران يوم السبت القادم من جهة اخرى ، وقرب انتهاء المهلة التي حددتها ايران لتعليق العمل الطوعي بـ"البروتوول الاضافي" من جهة ثالثة .

 لذلك فضل بايدن الايحاء بوجود وحدة بين اوروبا وامريكا و"اسرئيل" حيال القضية النوزوية الايرانية من جهة وفي نفس الوقت توجيه رسالة تحذير الى طهران لارغامها على اعادة النظر في سياساتها النووية لاسيما فيما يخص تطبيق قانون "المباردة الاستراتيجية لالغاء الحظر " الذي اقره البرلمان .

هذه النقطة يمكن استنباطها من البيان الذي نشره البيت الابيض حول مضمون المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو وتركيزها على الملف الايراني .

-في الواقع ، نظرا للظروف الجديدة فان السبب الوحيد لبقاء امريكا في المنطقة هو الدفاع عن امن "اسرائيل" . ففي الوقت الحاضر لا امريكا هي بحاجة الى نفط المنطقة ولا هناك من بات ينخدع بالشعارات البالية التي يرفعها المسؤولون الامريكيون بشان للدفاع عن القيم الديمقراطية ، ولذلك لم يبق من المثلث الاستراتيجي الامريكي في المنطقة اي النفط والديمقراطية و"اسرائيل" سوى الضلع الثالث والاخير .

اسرائيل وبمنأى عن المساعدات المختلفة التي تحظى عليها من امريكا ، تحصل سنويا على ما يقارب اربع مليارات دولار من هذا البلد تحت مسمى مساعدات دفاعية . ونظر الى هذه الاستراتيجية التقليدية الامريكية ، لم يكن هناك مفر امام بايدن سوى الاتصال بنتنياهو .

ولكنه اجرى هذا الاتصال مع التاخير ليوجه رسالة الى اللوبي الصهيوني بانه ليس لديه مشكلة مع "اسرائيل" بل مع رئيس وزراء هذا الكيان وانه لازال ملتزما بالاهداف المشتركة لامريكا و"اسرائيل" في المنطقة وبالطبع انه لا يحبذ كثيرا فوز نتنياهو في الانتخابات المقبلة .