في زمن الدولة، وقبل خروج بني الأشتر النجباء من كهوف العِترة الفضلاء، كان الكُتاب والساسة في سجال فكري دائم حول المعوقات التي تؤثر في لحاق اليمن بركب العالم المتحضر بالسرعة المطلوبة، وكان الجميع في عصف ذهني مستمر لإيجاد حلول لمشاكل اليمن وسبل تطويره وتحديثه في كافة المجالات، وكيفية تحسين خدمات الدولة ورفع مستوى دخل المواطن.
أما اليوم، وفي ظل عودتنا المجيدة إلى شعاب مكة وإلى مضارب قريش، وجدنا أنفسنا نغوص ونكتب مضطرين حول أحدث معارك الجمل وجرحى صفين وقتلى النهروان، وسيف الحسين ورمح العباس، ولحية الرسي، وانهمكنا في تتبع وجهة نظر علي بن أبي طالب في سوق الملح وبيت الحزورة بصنعاء القديمة، وهل عبدالملك يعيش في جرف أم في طيرمانة، وما هو العنصر الفيزيائي أحادي القطب لرائحة كور أزغان السيدي حق عبدالله الرزامي، وحول الأثر البنيوي والتمازج الكيميائي للفكر السياسي للمشاط!
ولذا فعلا، فالحاكم بيده أن يدفع بالناس إلى الأعلى وبيده أن يجرهم إلى مستنقع لا قاع له، أما في حالة اليمن، فتمكنت السلالة القرآنية بعد قوافل من الشهداء من الزج باليمنيين إلى أعماق أعماق جحر حمار الأشتر الداخلي! يا لها من سقطة سقطناها، ومازلنا نسقط نسقط! #مدونة_التوعية_والتثقيف
