منذ بداية الحرب وهم يناصروه يؤيدوه يشيدون به يقفون معه ، وعندما أنتقدوه وقالوا الناس جوعى وهناك فساد ، اختطفهم وسجنهم وعذبهم وحولهم للمحاكمة.
صورة أظهرت اليوبيتر المومري وأحمد حجر ورفاقهم الذين أنتقدوا الحوثي ، وهم في جلسة يتم محاكمتهم بالمحكمة الجزائية بصنعاء ، وهذه الصورة تكشف الحقيقة والتساؤل الذي يقول هذا ما يفعله الحوثي بأتباعه فكيف بمعارضيه.
ومثل هذا لا يمكن أن لا يظل حاكماً ، ولا يقبل سلاماً وشراكة وتعايش.
أجزم لكم أن المومري ورفاقه أرادوا أن يتعهدوا بأن لا ينتقدوا مرة أخرى ويأتوا بضمانات وهم جادين في ذلك ، ولكن الحوثي أبى إلا أن يحاكمهم ليظهروا قوة قمعه بما لا يجعل أحد يتجرأ لانتقاده.
كما أجزم لكم أن المومري ورفاقه يعيشون في وضع جيد داخل السجون كونهم أتباع للحوثي وأصحاب علاقات معه ، وليسوا كمعارضي الحوثي الآخرين الواقفين ضده من بداية المعركة الذين يعيشون في حال سيئ جداً.
من تلك الصورة ممكن أن تلاحظوا الفرق بين صنعاء وعدن ، وبين ما أظهره الحوثي ويخفيه.
في عدن انتقد كيفما شئت وقل ما تريد ولا يمكن أحد أن يختطفك بسبب انتقادك.
هناك تعامل بإنسانية في السجون السياسية ، تغذية جيدة ، لا زنازين وتعذيب ، يسمحون لك التواصل مع أهلك.
تستطيع أن توصل أمرك وموضوعك للناس.
في مناطق سيطرة الحوثي لا يوجد شيئ من ذلك.
نحن دخلنا سجون الحوثي ، سجنوننا في الزنازين الانفرادية ، تعرضنا للضرب والتعذيب النفسي والجسدي ، منعوا عنا الزيارة والاتصال فترة كبيرة داخل السجن ، كانت التغذية سيئة جداً ، لم يسمحوا لنا للحمام غير ثلاث مرات فقط في اليوم وكنا نتبول في علبة نحاسية ، كنا نتمنى أن يحولنا الحوثي للمحاكمة لتظهر قضيتنا للناس المخفية عنهم موضوع اختطافنا الذي لم يظهر لأننا لسنا من حزب معين كالذي يتحدث عن أتباعه فقط وهم من تعمدوا اخفاء قضيتنا رغم علمهم من اللحظة الأولى ، كما كنا نتمنى أن يحكم علينا بالإعدام وينفذ فذاك خير من أن نظل بتلك المعاناة في السجن.
خرجنا من السجن بحالة مزرية.
هل تصدقوا أن هناك أطراف في صف مناهضة الحوثي تُكذب أننا كنا مختطفين وتعرضنا لتلك المعاناة.
هل تصدقوا أن قناة اليمن الفضائية التابعة للدولة وبقية القنوات كعدن وغيرها رفضت أن تتطرق لقضيتنا رغم أننا مع الشرعية من بداية الحرب ، وكم طالبنا تلك القنوات أن تفتح لنا المجال لنتكلم عن جرائم الحوثي في السجون بشكل واسع وعن جرائمه بشكل مستمر ، ولا زلنا نطالبها ونطالب بقية القنوات.
هل تصدقون أن اذاعة صوت المقاومة في الساحل الغربي ، كانوا يتصلون بي بشكل شبه يومي في برنامج مباشر على الهواء وأتحدث لهم عن جرائم الحوثي وأنا في مناطق سيطرته قبل اختطافي ، وكنت أشعر بأرتياح كبير كوني قمت بشيئ من الواجب وإيصال رسالة اضافية لما أكتبه في المواقع والصحف التابعة للشرعية رغم اني أعلم أن تبعاتها مؤلمة ولكن كنت اظن أن هناك من سيقف مع قضيتي كالدولة وتلك الوسائل الإعلامية في حالة ان استطاعت ميليشيات الحوثي الوصول إليّ واختطافي من المنطقة الوعرة التي كنا نسكنها ، وعندما تم اختطافي وظللت في السجون فترة ، وخرجت من السجون في وضع سيئ ، لم تتطرق تلك الاذاعة لموضوعي ورفضوا أن يستضيفوني حتى في برنامج لأتحدث عن جريمة الحوثي بحقي .
إذا لم تصدقوا ما فعله الحوثي بنا ، فإنظروا لتلك الصورة للمومري ورفاقه ، فإذا كان هذا تعامله مع أتباعه الذين انتقدوه في موقف واحد فقط ، هو كافي بأن تعرفوا كيف سيكون تعامله مع معارضيه أمثالنا الذين ينتقدونه ويقفون ضده منذ بداية الحرب.
فتباً للحوثي وتباً للمتخادمين معه والساكتين عن جرائمه.
ومن هنا أطالب الجميع بما فيهم المجتمع الدولي التوجه نحو مسار الحسم وتخليص اليمن من الحوثي ، فما يمارسه الحوثي من جرائم يتطلب ذلك كوسيلة وحيدة لإنقاذ الناس من جرائمه.
