في البداية تتشكل الحركات الدينية السياسية بمعتقدات مصادمة للدول ومعادية للشعوب، ثم تلجأ إلى استخدم القوة لفرض معتقداتها، وعندها تواجه بالشدة من قِبل الحكومات. بعد قمعهم تأتي مرحلة ادعاءاتهم للمظلوميات، وتتصاعد شكاويهم أن الدولة تفرط في استخدام العنف ضدهم.
فإن وصلوا إلى السلطة، فعندها يعم الظلم كل أفراد الشعب، وتنهار الحكومات الوطنية، وتحل هويات تلك الجماعات محل الهوية الوطنية الجامعة. ويحل الفقر والخراب وانهيار العملة وتدهور خدمات الدولة، وتنتعش الخرافات والأساطير، وتنهار مؤسسات التعليم، ويجوع الشعب وتغتني الجماعة، ويعلو اللصوص، ويهتان الكرام، ويسجن الشريف ويتسيد اللئيم، ولذا، فالأسلم للوطن والمواطن أن تُظلم أي جماعة متطرفة، تسعى إلى السلطة، خير من ظلم شعب بأكمله، إن كان لا بد من وجود ظلم من أساسه.