بالتعاون مع العباسيين، وبالتآمر مع الفُرس، تمكنت الحركة العلوية الهاشمية السياسية من إسقاط الدولة الإسلامية عام 750م؛ التي أسسها الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان. وهي الدولة التي تمكنت من بناء إمبراطورية قوية للمسلمين، في شبه الجزيرة العربية وبلاد فارس وجزء من أوروبا.
ولو لم تتعرض لمؤامرات بني هاشم، ولعقائدهم العنصرية، لكانت اليوم تلك الدولة من أهم الدول في العالم، وأكثرها قوة وتطورا.
لم يكتفوا بإسقاط الدولة، بل ذهبوا لتشويه تاريخ مؤسسها معاوية وأحفاده من بعده، وشنوا حملة ممنهجة لإنكار وتسفيه جهودهم في بناء الدولة ونصرة الإسلام، بشكل بشع، وبسفه لا يمت للدين أو الأخلاق بصلة.
بعد سقوط دولة المسلمين في دمشق، تمكن العباسيون (وهم من نسل العباس بن عبدالمطلب عم النبي) من اختطاف الحكم لهم دون العلويين، ليقينهم المطلق أن أبنا ء عمومتهم لن يقبلوا إلا بالحكم كاملا، لا شراكة فيه مع احد. لتدخل العلوية في مواجهة مسلحة جديدة، وتآمر قاتل ضد أبناء عم النبي، فيتسببوا في سفك دماء المئات منهم ومن ذرية علي بن أبي طالب والحسين والحسن، وعشرات الآلاف من المسلمين، بدوافع السلطة والمال والثروة. ولذا تراجعت الدولة الإسلامية ودخلت في مرحلة تخلف وحروب وصراعات داخلية على الحكم.
ومنذ ذلك الزمان، ظل العلويون في تأمر وحروب وصراعات ومؤامرات ودسائس من أجل السلطة، في كل زمان ومكان يصلون إليه. حتى أنهم تحالفوا مع أمريكا ضد العراق، ومع إسرائيل ضد الجمهوريين في اليمن في 1962، ومع فرنسا ضد حكومة الشاه في إيران، وسيتحالفون مع الشيطان إن كان ذلك سيقربهم من السلطة شبرا واحدا.
لم يتمكنوا خلال 1400 من بناء دولة مستقرة في أي بقعة حطوا رحالهم فيها، ولم تتمكن الزيدية العنصرية من تقديم نموذج واحد مقبول بحده الأدنى للحكم حتى لعام واحد، ولمدينة واحدة، بسبب نظرية البطنين ومعتقداتهم العنصرية، وقناعتهم أنهم خلقوا سادة، يحكمون، وأن الآخرين مجرد عبيد يعملون وخدم لهم وجنود لديهم؛ يموتون من أجل حكمهم وسيادتهم.
لم يكونوا يوما جزء من سلطة مع آخرين، أو طرف في أمن أو مشاركين في استقرار. فقط يؤمنون بالحروب، ويستندون على مقولة، نحن أمة جدنا النبي، وذريتنا مقدسة، نسقط على السيف أو السيف يسقط علينا. يعني ياقاتل يا مقتول؛ في سبيل الحكم والثروة.
يحكمون بالسيف والسجن، ويرتكزون على التجويع والإفقار والتجهيل، وإشعال الحرائق والخلافات والصراعات في بيوت الآخرين.
نحن في اليمن في مواجهة مفتوحة مع عقائد الزيدية المتطرفة، وما القاسم والرسي وآل حميد الدين والحوثيي والسراجي وزعيط ومعيط، إلا أدوات لذلك المشروع المميت، والمذهب السياسي المتطرف والعنصري.
ولذا ما أن تنتهي أسرة حتى تأتي أسرة سلالية أخرى؛ تواصل زرع السموم الزيدية، فيحصد الناس ثمارها المسمومة، ولن يتخلص اليمن من ذلك الوباء إلا بحملات توعوية مركزة، تنسف جبال من الخزعبلات والقصص والأساطير والأكاذيب، التي تُروج باسم الإسلام والنبي والصحابة. وبوجود قيادة يمانية؛ توجه الناس لاِستعادة الدولة، بمرتكزات عادلة ومتساوية، وبقوة وصبر وشجاعة، ما لم سنظل نعيش على قصص الأشتر ومغامرات محمد علي الحوثيي وأحقاد السقيفة وهيهات منا الذلة، في الوقت الذي نجد الدول المجاورة في سباق محموم إلى المستقبل وتوفير الحياة الكريمة لشعوبها.
ومن يكره اليمن، ويريد لشعبه التخلف والانحطاط، فحتما لن يجد أفضل من جماعة الحوثي، للوقوف معها، فهي خير رسول إلى المستنقع.