مدة ثلاثة أشهر منذ اندلاعها ، والانتفاضة الإيرانية صامدة مشتعلة ومواصلة في مسار دربها الرامي لإسقاط نظام الملالي ، وهذا ما سيجعلها أقوى انتفاضة شعبية على مستوى العالم ، ويجعل لها تميز خاص بناءً على مواجهتها لنظام حكم قوي له تأثير أقليمي ومشروع سيطرة ممتد إلى خارج إيران من خلال وجود أدواته التي تتبعه فكرياً وتنظيمياً وسياسياً في دول أخرى كما أن له حلفاء سياسيين أقوياء لهم تأثيرهم الكبير دولياً ، ومن هنا سيكون أول نظام في العالم بهذا الشكل تتم الثورة عليه في داخل مركزه الرئيسي.
حققت هذه الانتفاضة نجاحات عدة على جميع الجوانب ولا زالت تتقدم في تحقيق ذلك.
فميدانياً استمرارها بالمظاهرات والاحتجاجات والمسيرات الشعبية في جميع الميادين وعموم محافظات إيران مطالبة بإسقاط نظام الملالي ومنددة بجرائمه.
بينما أستطاعت الوصول إلى مسقط رأس خامنئي وقامت بإحراق منزله ، كما أستطاعت أن تستهدف عدة قيادات عسكرية كقائد المخابرات وبعض قادة أمنيين آخرين وتقتلهم رداً على جرائم النظام من قتل للمتظاهرين.
على مستوى الجانب السياسي ، يختلف الغرب كأمريكا والأتحاد الأوروبي مع روسيا ، إلا ان الجميع يتفقون في مساندة النظام الإيراني بعضهم سراً والبعض علناً ، ولم يقف أحد من أولئك بصف تلك الانتفاضة بموقف حقيقي ويقدم لها الدعم اللازم وهذا ما جعل المجتمع الدولي كمجلس الأمن والأمم المتحدة تقف أيضاً ضد تلك الانتفاضة وتساند النظام الإيراني سياسياً ، إلا ان تلك الانتفاضة أستطاعت أن تحقق نوع من النجاح السياسي من خلال التوجه الدولي نحو التحقيق بقضايا الجرائم التي ارتكبها النظام بحق الشعب الإيراني ، وهذا ما يعني أن تلك الأنتفاضة وضعت المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع وفرضت نفسها عليه بقوة وأغلقت عليه كل طرق التهرب والالتواء والالتفاف والمساومة والمغالطة.
نجاحها الميداني المتمثل بصمود متواصل في فترة كهذه ، يعتبر مؤشر نحو القدرة لتحقيق النجاح الأكبر المتمثل بسقوط نظام الملالي.
ونجاحها السياسي على المستوى الدولي كالتحقيق بجرائم النظام ، سيقود نحن قدرتها على فرض قضيتها على المجتمع الدولي ليساندها ويقف بصفها مجبراً ويمنحها أحقية الانتفاضة ووجوب اسقاط نظام الملالي كمسار لتكون أحقية البديل لحكم إيران والتخلص من نظامها الحالي.