"وكان يظل طوال الليل مستيقظًا، يتفقد خلاله الفقراء والمحتاجين، ببطن فارغ، وجسم نحيل، تلبسه الهزال والضعف؛ من شدة الفقر، وقيام الليل، والصوم المتواصل.
كان رضي الله عنه لا يذهب إلى مِحرابة إلا وقد تأكد أن الجميع أكل وشبع، وخلد إلى النوم، فيذهب إلى حجرته، مطمئنًا على رعيته، ليُصلي 500 ركعة، حتى بزوغ الفجر، ويختم القرآن، ثم يدعو لأهل اليمن بالصلاح، ثم يغفو سويعات قليلة، قبل أن يعود إلى روضته الطاهرة، لخدمة الفقراء والمحتاجين.
كان رضي الله عنه، ملاكًا يدب على الأرض، وكان شديد الحرص على تجنب المشي على الأرض الخضراء بالأعشاب، حتى لا يؤذي بقدميه الطاهرتين الحشائش والنمل، حتى أن كثير من الكُتاب والعلماء الأجانب وصفوه، بمجدد الإسلام وحامي الحمى، وقبلة الطهر ومنجم العفاف ومستودع الاستقامة، وأكد الكثير منهم أن دول الغرب تنهل من علومه وأفكاره، وتدرس سيرته الغناء في جامعاتها، إضافة إلى نجوم ودرر سّير آل بدرالدين النجباء.
وهذا السمو في الأخلاق ليس بغريب عنه، فهو رضي الله عنه، خريج مدرسة الطهر والعفاف والنزاهة والورع، مدرسة آل بدرالدين الأطهار، فهم من زرع فيه أخلاق بيت النبوة، عليهم السلام جميعًا.
وعند وفاته رضي الله عنه في عام 2024، عم الحزن بلاد اليمن، ومنطقة شبه الجزيرة العربية، وهناك من أكد أن الطيور ظلت تحوم على قبره أربعون يومًا، بلياليها، ثم سقطت وماتت على قبره، قبل أن يصبح مزارًا لأهل اليمن، وقبلة للمرضى، للاستشفاء من نوره وبركته.
أنه نزهة القرآن، السيد الورع العلامة عبدالله بن يحيى الحاكم بن زعيط ابن معيط بن المظلل بالغمام ابن زيد العابدين بن الحسين ابن علي بن أبي طالب، الملقب بأبو علي الحاكم، سيف القرآن البتار، وحامي ديار الإسلام، وخليل قرين القرآن، وحاجب علم الهدى".
* مقتطفات قصيرة من كتاب سيرة العظماء من آل البيت النجباء. لمؤلفه العلامة آية زمانه حسين نور الدين بن مجددي المؤيد بالله بن حمود بن عباد بن قريط بن زعيط بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
كتاب مقرر لطلاب صف سادس ابتدائي، للعام 2050.
إنتهى.
ولذا:
إن لم تندحر عصابة الحوث اليوم، سيقرأ أبناؤنا بعد عشرين عامًا، قصص مزورة عنهم، شبيههة بما قرأتموه في الأسطر السابقة. وهذا نمط حي لتزوير التاريخ، وهو نسخة تطابق التزوير الذي نُسج لنا عن يحيى الرسي وعصابات السلالة الأئمة خلال القرون السوداء الماضية.
أكاذيب روُيت ونُقلت لنا بصور مغايرة عن اصولها ومروياتها الحقيقية، وقدمت للأجيال اللاحقة على أنها حقائق لا شك فيها.
اليوم نقف على جبل كبير من الكتب التي زورت التاريخ، وشوهت تاريخنا اليماني العريق، وأصبحت حقائق يتوارثها أبناؤنا، بل وصارت كأنها قرآن مُنزل من السماء، تُسفك الدماء، دفاعًا عنها، وهي في الأصل أكاذيب وحزاوي وخرط معسبل، كما هي خرطة قصة القاتل أبو علي الحاكم، التي رويتها لكم هنا، والذي قتل طه الصعدي في حضن أمه، وقتل الملاك الدكتور أحمد الأعجم ب 80 طلقة، بباب منزله، وغيرهم الكثير والكثير.
اوردت لكم قصة تشابه ماسيكتبه السلاليون في المستقبل، عن عصابات اليوم، وكيفية تحويل المجرم إلى عالم زاهد.
✍️ عبدالوهاب طواف