يقول الأب بصوت حزين: طلب مني عاقل الحارة ارسل ولدي يحضر محاضرة، عند مشرف الحوثيييين وقال انهم سيعطوه بعدها له تموين لنا، ويمكن معاش.
برغم خوفي عليه، ولكني للأمانة فرحت ورسلته، ولكنه لم يعود هاذك الليلة، فرحت ادق للعاقل، وسألته: ليش ما روح الولد؟
قال انهم أخذوا العيال يعلموهم قرآن وسنة وبعدين ايروحوا آخر الأسبوع مع تموين وكسوة للجهال.
قلت خيرة الله.
بعد اسبوعين رجع الولد ليلة الجمعة، وهو في حالة سيئة من الإرهاق والجوع.
للأمانة شكله قطع قلبي.
وبعدين سألته ايش فيك ياولدي.
قال: يابه تعبونا عسكرة وقراح وصياح وزوامل ومحاضرات شوعة، كلها لعن وسب وملاعنة، وماكانوا يدوا لنا أكل سوا، ولا شيئ يابه.
سألته: هل جابوا لنا للبيت تموين أو مصاريف؟
أجاب: لا يابه، بس علمونا أننا ماشاندخل الجنة إلا إذا جبنا لهم زكاة وحبينا آل البيت السادة!
يقول الأب: والله أنني نمت ودمعتي سائلة على وسادتي، وكذلك زوجتي.
وحرام ما في بيتي صرفة يوم كامل، ولكن المخرج من الله.
هذه رسالة مواطن من صنعاء، وهو الذي هجر قريته قبل عشرة أعوام، بأمل تدريس عياله، وكان يعمل في وظيفة متواضعة مع الدولة، قبل مجيئ الاشتاترة الألهاط، وكان في ستر وعافية، واليوم في وضع مأساوي، فنسأل الله له ولجميع أهلنا في اليمن الفرج والستر والسلامة.