توفيق ليس شخصية إفتراضيه ولم يتم استدعاء اسمه كعنوان ملفت فهو صديق لفتره ليست بالقليله التحق بالوظيفه العامه منذ وقت مبكر كما هو الحال مع بقية أبناء منطقته التي يلتحق اغلبهم بالوظيفه العامه باعمار مبكره وهو أمر ملفت يرجع لوجود كثير من القيادات الاداريه من ابناء تلك المناطق وكان لهم دورا في مساعدة والتسهيل للكثيرين بالالتحاق بوظيفه حكوميه والبعض منهم يفضل الغربه للبحث عن مصدر للرزق بطريقة تعتبر افضل من الالتحاق بوظيفه عامه وتوفيق شخصية دمثة الخلق بتكلف قد يكون ملحوظا تدرج بوظيفته بوزارة التربيه ووصل فيها الي موقع متقدم وفضل بعدها ترك عمله بالوزاره والانتقال لجهة اخرى وتخصص جديد كان من الاوائل ومن المتخصصين والمؤسسين المنفذين للمهام الجديده التي انيطت بالجهه التي التحق بها والتي يغلب على نشاطها العمل الميداني والاحتكاك بشرائح مختلفه من الجماهير اكسبت صديقنا مزيد من المعرفه والتواصل والمهارات والقدره على التطوير ضمن سقف لايتجاوز رؤية مرؤسيه ولا يفقده القدره على ادارة وتسيير نشاط ادارته في حدها الادنى من وجهة نظري كان طموح وثقافة الرجل تتجاوز موقعه وكان يعبر عن ذلك بطريقته التي قد لايستدركها او يلفت اليها الا قلة من معارفه وزملاء مهنته ناهيك عن انه قارئا ومطلعا وحدها لكنته وتأتأته الي جانب محدودية ثقافة اغلب زملائه ومعارفه التي تحول دون اطلاقه لعنان مخيلته في التعبير عن مايدور بمخيلته وغالبا ماتصطدم قدراته بعدم قدرة محاوريه على مجاراته ومناقشته فيما يثيره من مواضيع لمحدودية ثقافتهم وقصور. اطلاعهم كانت طريقته ملفته في تحركاته بأسلوب يميل الي الهدوء التام دون تكلف وبنيته التي تفرض عليه الرضوخ لذلك واسلوبه في اختيار ملابسه التي تميل الي البساطه لدرجة أن من يجالسه من خلال احاديثه وبساطة ملبسه يدرك ان الرجل يعيش بواقع كان يأمل ان يكون أكثر انضباطا وتقدما وراحة للجميع الا ان ذلك لم يكن متاحا ولازال مفقودا وقد يكون الوصول اليه بعيد المنال ان لم يرافقه استحاله اذا اسهب في التمنى بصوره منصفه لاتفترض،الاسوأ ولاتتوقع الحد الادنى من درجات التحقيق والتحقق شخصيا فرض علي وجودي ببيئة العمل التعرف عليه من وقت مبكر مستحسنا ذلك مع ان ذلك كان باوقات متفرقه نتيجة التباعد الجغرافي لعمل كلا منا الا اننا نقوم بنفس النشاط ادركت توجسه منذ البدايه في التعامل معي لقناعات وخلفيات سابقه بأننا من مناطق نائيه يغلب عليها الشده بالتعامل والتصرفات الغير متوقعه او تلك التي لاتستحسن واعتقاده المترسخ بانه ينتمي الي مناطق اكثر ثقافة وتعلما وكفاءة في الانخراط المجتمعي وادارة الشأن العام تتطلب التعامل الحذر وعدم المخاطره في التعامل مع اشخاص لم يسبق له التعامل معهم ومن بيئات ينظر اليها كثيرون بانها لازالت بحاجه الي مزيد من الوقت وحاجة ابنائها للالتحاق بالتعليم بما يتيح لهم مزيد من الثقافه والخبرات للتعامل مع بقية ابناء المجتمع وخصوصا من ابناء بعض المحافظات التي يعتبرها البعض المناطق الاكثر كفاءة واستحقاق لادارة الشأن العام بحكم تراكم خبرات ابنائها والتحاقهم بالتعليم من وقت مبكر حتى وصلوا الي مراحل متقدمه مقارنة بغيرهم مايهمني هنا هو التركيز على شخصية صديقي واستدعائي للعنوان الملفت من باب اضفاء نكهه مستحسنه لتلك الرمزيه من التعاطي وحقيقه الامر انني كنت مهتما بشخصيتة وقد لايشاركني ذلك الكثير من زملائنا المشتركين فتوفيق مر بحياتنا وحياة الكثيرين مرور عابرا وكانت مدة بقائه ولقاءاته ومشاركاته معنا محدودة اذا ماقورنت بحضور البقية الا ان اسلوبه في التعامل والاداره والتقييم والتنفيذ امرا كان يستحق ان يستوقف. من يبحث عن أمورا استثنائيه قد لاينظر اليها او يهتم بها البعض، كنت استمتع بالحديث معه بلهجته ولكنته واسلوب حواره مع انه قد لاتتوفر لديه نفس المشاعر والاحاسيس والنظره والتقييم وادعي ان الكثيرون لم ينظروا الي ذلك او يلتفتوا للقيام به ومع انني اختلطت به كثيرا وكونت صورة ايجابيه نحوه ورسمت بمخيلتي خلفية لطريقة مشيه وخطواته واختياره لملابسه سواء بزيه التقليدي او هندامه الرسمي الا ان رؤيتي له وهو يضع كوفية بيضاء على رأسه كانت ملفته واستثنائيه ومحدوده لم الحظ بعدها وجود تلك الكوفيه ولم استدرك اهميه ذلك التغيير مع انه امر طبيعي لايدعو الي النظر للامر بطريقه مختلفه او اعطائة تلك الاهميه باعتباره امرا مألوفا ببيئتنا ولم اجد مبررا لرسوخ تلك النظره العفويه والتلقائيه للرجل بكوفيته التي رسخت لدي بانه شخصية اخرى غير تلك التي سبق لي التعرف عليها والافتراض بانه من بيئة لاتمت لمنطقته وبلدته ووطنه بصله جعلت منه شخصية توحي بانها عمانيه او من احد ارياف المغرب العربي وما استوقفني هنا ان تلك الشخصيه هي التي انطبعت وترسخت بذهني لدرجة انني وكلما حاولت استحضار هيئة الرجل وشخصيته تحضرني تلك الهيئة التي يسبقها وجود الكوفيه دون سواها وفي هذا المقام لايفوتني الاشاره الي دماثة خلق الرجل وحسن تعامله وان الايام قد جمعتنا مع الكثيرين بمراراتها وحلاوتها الا انها تتميز بايجابياتها الكثيره مقارنة بما تلاها وقد سرقت منا جميعا جهدا وعمرا وتغيرا في المفاهيم وتقاطيع بنية اجسامنا ومعها مضت الايام وتلتها الشهور لتنبهنا الي ان العيال كبرت معلنه ضرورة الالتفات الي تغيير افكارنا وادوارنا ومطالبة بان نواكب هذا التغير للحد من تداعياته والاستفاده من مميزاته دون ان تنسينا توفيقا وأمثاله من الاحبه والاصدقاء التي جمعتنا بهم ومعهم عشرة وأخاء وود سواء كان توفيقا بكوفيته او بدونها ودون ان يفوتنا شكر الخالق المستحق من المخلوق على ماانعم به علينا ورجائه بان يوفق توفيقا وكل ابناء جيله ومعارفه وزملائه وان يحفظ اليمن واهله وينعم عليه بالامن والامان والسلام والاستقرار انه الكفيل بذلك والقادر عليه