الكثير من أبناء اليمن لا يعرف عن قبائل سفيان وأرحب؛ إلا ماتنقله وسائل الإعلام، من صور ومواقف، مغلوطة ومُسيسة.
أبناء قبيلة سفيان وأرحب من خيرة أبناء اليمن، ولهم تاريخ مُشرف في النضال الوطني، وفي الجود والكرم والتضحية والنجدة.
للأسف لم يأخذ أبناء سفيان وأرحب حقهم من خيرات ومناصب الجمهورية والوحدة، وظُلِموا كثيرًا، أثناء الحكم الجمهوري. ويمكن كان لقبيلة حاشد ( وأنا أحد أبنائها) دور في اقصاؤهم وتهميشهم، لأسباب قبلية وسياسية وشخصية.
سارعت المليشيات الإمامية لملئ الفراغ، الذي تركته الدولة، فبثت سمومها العنصرية بينهم، وأوغرت صدورهم ضد النظام الجمهوري من زوايا قبلية، فنجحت في تحشيد أبطال تلك القبائل، فحولت الكثير منهم وقودا في حروبهم العنصرية، وحولت منازل ومزارع سفيان وأرحب إلى قبور ومحارق، وساحات قتال وموت، لإرواء هوس وشبق بني هاشم في السلطة والثروة والتسلط.
بعد عام 2014م، تكرار سيناريو الإقصاء وسياسات التهميش، فتعامل الجميع مع تلك القبائل القحطانية على أنهم سلاليون، وجب قتالهم؛ ولكن في الحقيقة هم ضحايا لسياسات الدولة وقصورها، ولذا من الواجب على قيادات الشرعية، وقيادة التحالف؛ إعادة النظر في سياسات التعامل معهم، وفتح نوافذ واسعة لهم، وعدم تركهم وقودًا لحروب الإمامة؛ التي لن تنتهي إلا بإنتهاء الجهل، الذي يستعبدون به الناس، بمبررات دينية ومذهبية مغلوطة.
ومن جانبنا، نقول لأهلنا في سفيان وأرحب: أنتم إخوتنا وأهلنا ومن قياداتنا وعُقالنا، وبيننا وبينكم قرابة في الدم، وعيش وملح ومصاهرة، ومواقف بطولية مشتركة، وإن حدث من جانبنا قصور في يوم من الأيام، فالمعذرة، وأيدينا وقلوبنا ممدودة لكم؛ واليمن ملك لنا جميعًا.
السفير عبدالوهاب بن هادي طواف