
أي سياسي أو حزب أو دولة، يضع في اعتباره مصلحة الوطن والناس أولًا، فحتى امام الاحتلال الأجنبي، يسارع السياسي الوطني إلى القبول بشروط المحتل، حتى وإن كانت ظالمة، إذا شعر أن الخراب الشامل سيدمر وطنه، وسيقضي على شعبه، لأن الحفاظ على الوطن يظل الهم الأول والأخير للحاكم الوطني. حتى اليابان، عندما استسلمت لأمريكا بعد ضرب هيروشيما ونجازاكي اليابانيتان نهاية الحرب العالمية الثانية، كان حرص القيادة اليابانية على بقية المدن هم أهم من مسألة القبول بالإحتلال.
في اليمن، سيظل بني هاشم يدعون الصمود والمقاومة، حتى وإن تدمر اليمن كله، ومات كل الشعب، غير آبهون به، لأنهم لا ينتمون إلى تراب اليمن، وهم في حرب مستمرة ضد اليمنيين من عهد المحتل الرسي، ولم يتوقفوا إلا للإستعداد لحرب أخرى.
اليوم تسببوا بخراب اليمن، ودفعوا بالآلاف من شبابه إلى محارق الموت، فمن أجل ماذا؟ من اجل أن يظلوا في الحكم، ويكونون سادة والشعب عبيد.
ماذا يمثل أنتصارهم؟
يمثل انسلاخ اليمن عن محيطه العربي، وحلول الخوف والفقر والجهل، وشيوع الخرافات، واللطميات والبكائيات، والتخلف، والعنصرية وتحول بني هاشم إلى سادة، والشعب إلى متسول ومتشرد ولاجئ، وتحول شبابه إلى قطعان من الجنود الجوعي، في خنادق حروبهم التي لا ولن تنتهي.
ماذا تمثل هزيمتهم؟
هزيمتهم تمثل انتصار الدولة على حكم الميليشيا، وعودة الحياة والراتب والخدمات والحرية والأمن والسلام، وعلاقات طيبة مع الجيران والأصدقاء، وعودة المشاريع، والتعليم العام، والجامعات والصحافة والرياضة والطيران والانتخابات ونقد الرئيس والمظاهرات السلمية والكهرباء.....الخ.
انتصار الشرعية لا يعني انتصار هادي أو محسن أو إلإصلاح أو السعودية، بل هو انتصار السلام على الحرب، والحياة على الموت، والتعايش على العنصرية، واليمن على إيران، واليمني على السيد، وسيادة القصر الجمهوري على الكهف وعلى السيدي وشعار الموت واللعن. هزيمة الحوثان هي هزيمة للشر، وانتصارهم هو انتصار للشيطان وسيادة الفقر والتخلف و الضياع الدائم.