شاهدت قبل قليل مقطع لموعظة عبدالملك الحوثي حول القات، ووجدت فيها كلام طيب، إلا أنه يظل خطاب بدائي، ومجابرة بسيطة يمكن أن توجه لأشخاص بسطاء في مجتمع ريفي صغير، من قِبل شخص بسيط، أمي العلم والمعرفة، ولذا يمكن أن يكون عبدالملك شيخا مناسبا لأسرة آل الحوثي في مران، أو حتى واعظا لعشيرته، أو حتى إماما لجامع في عزلته.
الكارثة تحل عندما يفرض نفسه بقوة السلاح على دولة بحجم اليمن، وهو بتلك البدائية في التفكير والعلم والمعرفة، والجهل بأمور الحكم والسياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية، وهو الذي لم يعرف للمدرسة باب أو نافذة، ولم يحتك ببقية المجتمع اليمني خارج قريته، أو سافر وعرف كيف تعمل وتفكر الأمم الأخرى.
فقط تعلم على يد والده عقائد الزيدية والجارودية وقصص بني هاشم، وحزاوي الأشتر، وإن توسع فملازم أخيه حسين، التي يستحي المرء أن يذكر نصوصها.
ممكن أن يكون لعبدالملك حزب أو أن يؤمن بمذهب ما، وبرؤية معينة في الحياة، إلا أن الكارثة تأتي لا محالة عندما يُريد أن يفرض تلك القناعات والعقائد والألوان والشعارات على الدولة وعلى كل مكونات المجتمع المختلفة بالصميل الأخضر.
ممكن أن يظل عبدالملك يمارس بالقوة المسلحة دور الرئيس والواعظ والخبير والعالم والعلم، إلا أنه سيتسبب بنزيف مستمر لليمن، ولأسرته ولعشيرته، وسيحل الجوع والفقر والخوف، وسيظل يتمترس بحشود شعبية، خرجت بدوافع كثيرة، ليس من بينها الاقتناع به وبسلالته وبلونه وبمعتقده، وهو يعرف جيدًا أن الشعب يعرف أنه يكذب، وكذلك الناس الذين يخروجون إلى الساحات يعرفون أنه يعرف أنهم يكذبون عليه، ويخرجون معه قسرا أو فضولًا، حتى يأتيهم الخلاص.
رابط الموعظة لمن يفرض نفسه رئيسًا على اليمن، وقائدًا عامًا لجيشه وإمامًا لسكانه، فأتمنى أن لا يطلع عليه غير اليمنيين، خشية من السخرية.