بالمقاييس الإسلامية هو شخص خارج على السلطة وقد نال ما يستحقة تبعا لها.. فالخروج على الحاكم، حتى لو كان ظالما، حكمه حسب الشريعة القتل.
بالمقاييس السياسية كان شخصا ساذجا وعاجزا عن قراءة علاقات القوة واستيعاب أن عواطف الناس وحدها لا تكفي لانتزاع السلطة من بد خليفة قوي.
وبالمقاييس الحديثة هو شخص ذو أفق ضيق يرى ان السلطة منحة وراثية في ابناء عائلة معينة بسبب قرابتهم للرسول.
ومن الناحية الدينية لم يكن تقيا ولا ورعا ولا زاهدا.. بل كان مثل أخيه وأبيه، ومثل كل كبار الصحابة مزواجا، محبا للمال والجاه، ومترفا من عطاءات بيت المال.
ومن الناحية الإنسانية كان لا يلقي بالا لحياة الناس الذين يحرضهم على القتال ولا يلقي بالا لما سيسفك من دماء في سبيل سعيه للحكم.
لا فارق بين الحسين ويزيد لو قرأنا التاريخ بموضوعية وعقلانية. والحسين لم يكن ملاكا ولا شيطانا..كان شخصا عاديا وابن بيئته بكل بدائيتها واطماعها.
حتى الشخصية المثالية الوهمية،لو صدقناها، لم تعد مثالية بمقاييس اليوم.. أي طفل في المرحلة الابتدائية يمتلك من المعرفة ومن الوعي الاخلاقي ما يتجاوز ما كان يمتلكه أصنام التاريخ.
الصورة الرومنسية التي كرستها الاعمال الادبية حتى لكبار اليساريين والماركسيين العرب، اضافة الى التاريخ المثالي المكتوب تحت دوافع التعصب للعلويين رسمت صورة وهمية لمغامر صغير انتهى في أولى مغامراته الصغيرة لأنها كانت أكبر من قدراته.