
ظروف كثيرة، محلية وإقليمية ودولية خدمت المشرووع الهاشمي في اليمن، عبر وكيلهم الحو ثي، إلا أن هذا لا يعني أن اليمانيين سيسلمون رقابهم لخناجرهم المسمومة، أو يتركون دولتهم وأرضهم وممتلكاتهم عُرضة للنهب والسلب.
احرازهم لبعض الانتصارات الميدانية والسياسية لا يعني هزيمة اليمانيون، وارغامهم على التسليم والخضوع والإذعان.
مبادرات عبدالملك بشأن الحل النهائي يُقصد بها حرف أنظار المجتمع الدولي، ودفعهم إلى متاهة لا نهاية لها، وغايتها الأخرى هي خلخلة صفوفنا وضرب وحدتنا وتيئيس مقاومتنا.
المطلوب من قيادات الشرعية الخروج من عزلتهم، والمسارعة لإعادة النظر في أدائهم، وسياساتهم، وطرائق تعاملهم مع القريب قبل البعيد، وبناء جبهة جديدة لمقاومة ما يحدث اليوم من محاولات داؤوبة لخلق لبنان آخر في اليمن، وذلك بوجوه وطنية، بعيدا عن الشللية والأسرية والمناطقية والحزبية.
أما من لهم موقف ضد قيادة الشرعية، فلن أناقشهم فيه، إلا أنني أود أن أقول لهم : لا تجعلون موقفكم من الرئيس هادي أو من نائبه محسن أو من معين أو سلطان أو من الإصلاح أو غيرهم تعمي أبصاركم عن ما يصلح البلاد ويخرجها من سرداب الإمامة، وأقبية المناطقية، أو تقودكم للمضي في حلول ترقيعية لا تخدم اليمن؛ فمستقبل أبنائنا وأمن بلادنا مرهون بزوال المشروع الهاشمي العنصري، فلا تخلطون بين معارضتكم لأداء شخوص الشرعية، وبين مشروع استعادة البلاد، وحمايتها بمؤسسات الدولة، وبالدستور والقانون.
تذكروا أننا أمام مفترق طرق، إما العيش في وجه الدولة أو في وجه السيد، إما العيش في كنف الدستور والقانون والحرية، وتحت مظلة الدولة أو في دهاليز كهوف الولاية، وملازم حسين، وتشاعيب قات محمد علي الحو ثي وتغريدات حسين العزي!
وجه الدولة أم وجه السيد، طريقان لا ثالث لهما، وكل واحد يختار الطريقة التي يرغب بدفع نفسه وأطفاله لسلوكها بقيه حياته.
نسأل الله حُسن المخرج، وحقن الدماء.
عبدالوهاب بن هادي طواف
المملكة المتحدة
11 أغسطس 2021م.