الوحدة اليمنية منجزا عظيما، لليمن ولدول المنطقة.
الإنانية وصراع النخب السياسية على السلطة، هو من بدد ذلك الحلم العظيم.
نحتاج لحوار حقيقي لتصحيح المسار. والبداية بحوار جنوبي جنوبي، لتقرير ماذا يريدون، هل وحدة؟ هل دولة اتحادية من 6 أقاليم؟ أو إقليمين؟ أو استعادة دولة الجنوب؟
وقبل هذا، يجب على الجميع التكاتف لدحر العدوان الإمامي الفارسي، مالم فالجميع يحرث في البحر.
قناعتي: أن الوحدة بالقوة، أو الانفصال بالقوة، لن يثمر إلا دماءا وآلاماً للجميع.
كما أنني أرى أن التمسك الأعمى بالوحدة من قِبل نخب الشمال لن يحافظ على الوحدة، ومن سيصونها فقط هم اخواننا الجنوبيون أنفسهم.
أرى سيلا من التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرى الوحدة تتصاعد من أسطح منازل و"فنادق" قيادات ونخب الشمال، وصمت مُطبق حتى من قِبل معظم قيادات الجنوب، الذين هم على رأس مؤسسات دولة الوحدة، ولولا وجود الرئيس عبدربه منصور هادي على رأس دولة الوحدة، لكان المشهد أختلف تماما.
حتى من يؤيد الوحدة اليوم من قيادات جنوبية "سابقة"، كانوا من كِبار الأنفصاليين، وبسبب الإنتقالي أو المنصب، اضطروا للتسلح بالوحدة لمواجهة خصومهم الجنوبيون، وقناعاتهم اليوم ليست مبنية على أسس قوية وصحيحة، وقناعة بالوحدة، ولذا أي تغير في الطقس، سيخلق لديهم مواقف جديدة.
هذه المعطيات لن تقودنا إلى دولة مستقرة، لا في الشمال ولا في الجنوب، مالم نسعى لحل الإشكال بصدق وبعيدا عن الأجندات المناطقية والحزبية، والمصالح الشخصية، والشعارات الفضفاضة.
في البداية يجب أن نناضل بكل الأمكانيات للحفاظ على المنجز التاريخ لليمن، وهو الوحدة، مالم إن كان أهلنا في الجنوب يرون خلاف ذلك، فلنمضي إلى مايريدونه.
على فكرة: تفكك الاتحاد السوفيتي، وانفصل السودان، وحتى دول الخليج،كانت يوما ما دولة أو دولتان، والآن هناك ست دول، بعضها بمساحة مديرية في اليمن، والكل يعيش في خير وستر وعافية واستقرار.
حتى فلسطين صارت دولتان، فغزة دولة، ورام الله دولة اخرى، وهناك خلافات بين حماس وفتح أشد وأعمق من خلافات العرب مع اسرائيل.
الوحدة ليست قرآن، والانفصال ليس جنة، ولكن لنمضي في حل الإشكال من جذوره، ليستقر أولادنا من بعدنا. واذكر، أولاً دحر مشروع الإمامة من اليمن.
كفى حروبا.
عبدالوهاب طواف