عاش الشعب اليمني في الماضي مقتنعاً أن الإمامة هبة إلهية لسلالة معينة مختارة، فلم ينهض لمقاومة هذة القدسية الرهيبة إلا عدد قليل من الافذاذ أجهزت عليهم سيوف الائمة وتخلصت منهم كمجرمين مارقين وأعداء الله .
وكان هناك صراع مرير بين الائمة بعضهم ضد بعض
أما الشعب فقد كان طوال فترات التاريخ متفرجاً يستعرض عضلات المتصارعين ويبارك لمن سيفوز كي يحكمه ويسيطر عليه، وكأنما هو مجرد أنقاض من التماثيل الاثرية تتنازعها أيدي اللصوص .
وفي العام 1962، أطلق الشعب صيحته وناضل وأستطاع أن يبعث عروبته الثائرة من جديد وأثبت أن الغد لن يكون كالأمس، ولا مستقبلة كماضية، ولن يلعب دور المتفرج وسيحدد موقفة من كل مشكلة تتعلق باليمن ويطالب بكل حق من حقوقة، غير مصدقاً ان السماء قد وقع إختيارها في الازل لعدد من العائلات تتناوب الحق الإلهي في حكم اليمن عصراً بعد عصر .
لم يعد الشعب اليوم يقبل ان يحكم حكماً مذهبياً لا يعبر عن إرادته ولا عن عقيدته
أقسم شعبنا أن لا يظل مذعناً مستسلماً لحكم عنصري متعالي يريد أن يعيش ابد الدهر مدللاً من السماء، وأن يأخذ دورة الكامل في الدفع بعجلة الكفاح والتنمية للنهوض باليمن الكبير وإعادة صنع مجده .
اليوم فقط أدرك اليمنيون أن بقاء اليمن على الخريطة والحفاظ على إستقلالها وسيادتها ووحدتها لن يكون إلا بشطب الخرافة التي تعطي لنفسها حقاً مقدساً في الحكم لفئة معينة من الناس، وإزالة الفوارق بين الطبقات وإتاحة الفرص لكافة فئات الشعب بمشاركة الحكم؛ ذلك هو الحق الواضح المستقيم الذي يظفي على الشعب حريته وإستقلاله .