
ذات يوم وأثناء عملي سفيرا لليمن في دمشق ، تلقيت إتصال من شخص يمني، قال أنه طالب في سورية ويرغب بزيارتي إلى المنزل.. فرحبت به.
في الموعد المحدد وصل شخصين ( ينتميان إلى محافظة الجوف)، وتفاجأت أنهما يلبسان ملابس رجال الدين الإيرانيين، إلا أن أحدهما يعتمر عمامة سوداء، والآخر عمامة بيضاء..
تحدثنا حوالي الساعة، فعرفت منهما أنهما طلاب في الحوزات الشيعية في منطقة السيدة زينب بدمشق.
كان نقاش صاحب العمامة السوداء يعكس تدني مستواه العلمي والثقافي، مقارنة بصاحبه الذي يلبس العمامة البيضاء.. إلا أنني لاحظت خضوع الأخير لصاحبه، وحرصه الواضح على عدم مقاطعته، أو التقدم عليه في الحديث، أو التفوق عليه بالحجة.
وأثناء مغادرتهما، سألتهما مازحًا، عن سر اختلاف ألوان عمامتيهما..!
فرد صاحب العمامة البيضاء: هاااااذا سيد، مشيرا لصاحبه الذي يلبس السوداء، أما أنا فمجرد عربي.!..
قالها بنبرة ذُل في وصفه لنفسه، مع أنه أقدم منه سنًا وعلمًا وثقافًة..
ياللهول.. صدمني الرد، وطريقة تعامله مع صاحبه ونظرته الدونية لنفسه، وحجم العنصرية التي تم ترسيخها في المجتمع اليمني منذ مجيئ يحيى الرسي عام 284ه، ومعدات العنصرية هي العمامة، والتوزة، واللحفة الخضراء الطويلة، ....الخ.
ولذا هم يدفعون بعمامة بيضاء لتكون في الواجهة بينما السوداء هي من تحكم، ومثال ذلك في إيران واليمن، والعراق ولبنان.
نحن نقف على موروث هائل من الدجل والكذب والتضليل، بأسم الدين والنبي والإسلام وتحرير القدس...الخ، ونحتاج لجهود دولة ومجتمع، لتنوير الناس وتحصينهم من النصب والنصابين.