يُصَاحب معارك القتال معاركَ دعائية شرسة، تنتصر فيها معركة الدعاية بأكثر الكذب إقناعًا؛ بينما يتجلّى غبار المعارك عن حقائق مأساوية تُدمي القلوب..
كان كثير من أبواق الإعلام الحربي وكهنة السياسة يدركونها منذ البداية؛ لذلك لا يشاركون فيها، ويكتفون بقرع طبول الحرب واستثمار مآسيها، فيتسلقون إلى كراسي السلطة على تلال من جثث القتلى! كل ذلك باسم الدفاع عن الدين والوطن..
الوطن الذي كان سعيدًا فملؤه بمجيئهم خوفًا وقهرًا، والدين الذي كان منبعًا للتسامح والطمأنينة فحوّلوه بجهالاتهم إلى سيف يقطر دماء ودموع!!
يا صديقي: الدين والوطن مخلوقان من أجل الإنسان، فكيف نضحي بالإنسان من أجل شيء وُجد لخدمته؟! وهل تقرر لديكم أن على الناس أن يموتوا في سبيل بقاء كهنة السياسية والدين وخلود مشاريعهم السلطوية المتوحشة؟!