خلال عهد الدولة (ماقبل سبتمبر 2014م)، كانت هناك طبقة من أبناء الرؤساء السابقين، والمناضلين والمشائخ والنخب السياسية، هي من تقود القوة الناعمة للمجتمع اليمني، مستندة على إرث أبائهم وأجدادهم، الذين اكتسبوه بفعل نضالهم الوضاء ضد الإمامة، وحكم بيت حميد الدين، إلا أنه أتضح أن تلك النخبة والطبقة كانت تتخفى في ثياب زاهية، وقصور زجاجية خادعة، وللأسف كانت خاوية وفارغة المحتوى الداخلي، وأتضح أن السلطة هي من كانت تستر عوراتهم، وبمجرد زوالها أنكشفوا، وظهرت أمكانياتهم الحقيقية المتواضعة.
أعتقدوا أنهم سيظلون متربعين في مكانتهم السابقة التي ورثوها إلى ما لا نهاية، ولذا لم يطورا أنفسهم ومجتمعهم، وفشلوا في إضافة محتوى جديد يعزز رصيدهم الوطني، ويدعم بقاءهم، ويقنع الجميع باستحقاقهم لتلك المكانة، ويمكنهم من الصمود في وجه العواصف، ولذا سقطوا في أول هزة سياسية.
اليوم أمامهم فرصة ذهبية جديدة لإعادة تشكيل واقعهم الخاص، وإضافة قيم جديدة تؤهلهم وتمكنهم من ربط حاضرهم بماضيهم، ليعودوا إلى مكانتهم السابقة في المجتمع اليمني، ولن يتأتي لهم ذلك إلا بالتميز في ما يقدمونه لرفد الجمهورية في حربها مع الإمامة، وكلاً يختار طريقه ومسلكه حسب تقبله الداخلي، إما وناضلوا للرجوع إلى مكانتهم اللائقة، أو تموضعوا بباب أصغر مشرف حوثي، كعكفة بليدة، وبنادق قابلة للإيجار لسفك الدماء ونهب المواطن للسيد، نظير فتات من مذلة ومهانة حمود عباد وأشباهه.
نسأل الله النصر والتمكين لكل يمني يسعى للسلام ونبذ العنصرية والإرهاب.