إنما ضيّع اليمنيّين وجعلهم لا شيءَ أمام الأحداث والتحديّات وأمام غيرهم من الدول والبلدان أن عامّتهم والمعنيين منهم لا يقولون للنصّاب نصّاب ولا للكذّاب كذّاب.. لذلك يمثلهم ويقودهم نحو مجاهل الضياع حفنةٌ من اللصوص والنصّابين والانتهازيّين ومحترفي الإستثمار في الدين والدم والمتاجرين بثوابت الوطن وعقيدة شعبه ومعاناته ومآسيه.
إن النفاق لا يورث عِزّاً ولا ترفع به رايةُ وطن ولا هامةُ مواطن. وكما أن منازل أهل النفاق في الدرك الأسفل من النار في الآخرة فهي كذلك في أسفل دركات الخزي في الدنيا. وقلنا ..
تنجح أيُّ مقاومةٍ وطنية، وينتصر أيُّ جيشٍ وطني عندما يحافظ على مبدئية قضيته، وعلى استقلال قراره في الحسم .
نعم قد تكون هناك تحالفات لا تمسّ قرارك ولا أسس القضية التي دخلت المعركة من أجلها، أمّا أن يكون دعم الخارج مقابل مسخ القضية وارتهان القرار المصيري وضياعهما معا فذلك يعني أنك قتلت قضيتك وحولتها إلى جثة هامدة لها ريح وليس بها روح، وأنت فقط تعتاش على لحمها من باب أكل لحم الميتة .