قبل حوالي أسبوع قال وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة قررت تصنيف جماعة الحوثة منظمة إرهابية وهو الأمر الذي قوبل بترجاب من قبل البعض (مثل حكومات السعودية والإمارات وحكومة الشرعية) و رفض البعض الأخر (مثل بعض المنظمات الدولية وحكومة الحوثة في صنعاء) فما الذي يعنيه هذا التصنيف؟
بداية لا بد من القول أن هذا القرار هو قرار أمريكي بحت و ليس قرار دولي مثل قرار العقوبات المفروض من قبل الأمم المتحدة على الرئيس السابق عفاش رحمه الله وزعيم جماعة الحوثة عبد الملك الحوثي ومع ذلك فهذا القرار له تداعيات سياسية وإقتصادية أهمها:-
1- سياسياً: -هذا القرار يتيح للحكومة الأمريكية إعتقال وترحيل كل من عمل أو يعمل مع الحوثة إنطلاقاً من الأراضي الأمريكية بتهمة التعامل مع تنظيم إرهابي. - بموجب هذا التصنيف سيُمنع الحوثة وكل من يرتبط بهم من دخول أمريكا. - تصنيف الحوثة منظمة إرهابية يعني أن عدداً لا يستهان به من الدول الغربية ستحذو حذو أمريكا وتقوم بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية وخاصة في حالة عدم قيام إدارة الرئيس الجديد جو بايدن بإلغاء القرار وبالمناسبة إلغاء القرار لايمكن أن يتم بشخطة قلم وإنما ستحتاج إدارة بايدن لشهور طويلة للعمل من أجل إلغائه في حال قررت ذلك وهذا لعدة أسباب ليس هنا المقام المناسب لذكرها.
قد يتم إعتبار التشاور السياسي أو حتى التفاوض مع جماعة الحوثة فعلاً إرهابياً ومن ناحية ثانية ستتردد الكثير من الدول قبل تقديم أي دعم سياسي للحركة (سلطنة عُمان والعراق على سبيل المثال).
2- إقتصادياً: - هذا التصنيف يعني أن المؤسسات والشركات والبنوك الأمريكية لن يكون بإمكانها التعامل مع الحوثة أو من يرتبط بهم. - التصنيف يعني تجريم تعامل كل من يحمل الجنسية الأمريكية مع الحوثة إقتصادياً أو مالياً أو عبر تمويلهم بأي طريقة كانت حتى وإن كانت عن طريق تحويل مبلغ من المال لأي شخصية أو مؤسسة حوثية. - سيكون بإمكان الحكومة الأمريكية تجميد أرصدة الحوثة أو من يربتط بهم (إن وجدت) كما أنه سيتوجب على الحكومة الأمريكية تقييد النشاط المالي والإقتصادي للحوثة وكل شركاتهم وشركات كل من يرتبط بهم.
3- إنسانياً: - تتخوف الكثير من منظمات الإغاثة العاملة في اليمن من التأثير السياسي والإقتصادي للقرار على أنشطتها لأن القرار سيقيد حرية التعاملات التجارية بين الشركات في الخارج والشركات في مناطق سيطرة الحوثة. - سيكون هناك تأثير بالتأكيد على حركة التحويلات البنكية وستفرض قيود على عمليات شراء الوقود والأدوية وهو ما يسبب تخوف كثير من منظمات الإغاثة. هذه هي بإختصار أهم تداعيات تصنيف الحوثة منظمة إرهابية، لكن وبكل تأكيد جماعة الحوثة أكبر بكثير من مجرد جماعة إرهابية كون جرائمهم لم تقم بها حتى جماعة القاعدة أو طالبان أو حتى بوكو حرام لكن القرار الأمريكي جاء متأخراً جداً وقد يكون بهدف تعقيد الأمور أمام الإدارة الأمريكية الجديدة التي تفكر في العودة للإتفاق النووي مع إيران كما يجب الإقرار بأن أحد أسباب إستياء بعض منظمات الإغاثة ليس حبهم لشعب اليمن أو للأعمال الإنسانية وإنما لأنه سيحرمهم من كثير من الأموال التي يجننوها على حساب المواطن اليماني وما زلنا نتذكر كلنا أن منظمات الإغاثة الدولية تقوم بإحتساب طبق الفول الواحد المقدم مساعدة لأي أسرة يمنية بسعر 62$ دولار أمريكي بينما هو على أرض الواقع لا يمكن أن يتجاوز الدولار الواحد وبالتالي ليس كل من ارتفع صراخه يحب اليمن واليمانيين.