برغم أهمية حل الخلاف السعودي القطري، إلا أنني أجد نفسي متحفظاً إزاء من يقول أن تلك المصالحة ستعود بالنفع لصالح اليمن، لأن الحصار "العجيب" الذي طوق دولة قطر سيدفعها إلى التمسك بمن فتح لها منفذاً حيوياً، مكنها من التغلب على آثار ذلك الحصار، ولذا ستظل علاقتها بإيران مقدمة على علاقتها بكل دول الخليج.
السعودية هي دولة محورية في المنطقة، وهي كالأب الذي يجب عليه أن يتحمل أخطاء أبناءه، ولا ينبغي أن تجاري الإمارات في سياساتها العجيبة وأحقادها الغريبة.
نتمنى من قطر بدورها إعادة التفكير ملياً في مسألة تدخلها السلبي في شئون دول المنطقة.
أما الإمارات فهي اليوم في موقف لا تحسد عليه، ويجب أن تتذكر أنها فقط كتاجر يمتلك أسطول سيارات فارهة، وكثير من المال السائب، ولن يمكنها ذلك أن تتحول إلى دولة محورية، تسحب البساط من تحت دولة كبيرة كالمملكة العربية السعودية، فقناعتي أنها تستهدف الثقل السعودي في المنطقة، وذلك بتحركاتها الأخيرة من تطبيع وعسكرة للممرات المائية، والتدخل القوي في اليمن، وما قطر إلا شماعة تستخدمها، كما تستخدم شماعة الإصلاح لتدمير الجنوب اليمني. عقبال المصالحة المصرية القطرية، فمصر تمثل القلب، ولها دور أساسي ومحوري عربياً.
أما اليمن، فعلى أهله التفكير في وضع بلدهم، والمسارعة بتحرير بلدهم من الحوثي، بكل الطرق المتاحة. تهانينا للمملكة وقطر، والشكر الكبير للكويت، فهي فعلاً دولة تمثل البلسم الشافي لكل العرب.