بإعلان تشكيلة الحكومة اليمنية، والمضي في تنفيذ بقية بنود إتفاق الرياض، لا نكون قد تجاوزنا مخاطر الانهيار التام لليمن، وإنما نكون قد نزعنا بعض الألغام التي زرعتها الإمارات في جنوب اليمن، وفي ثنايا جهود اِستعادة الدولة اليمنية.
أنا من ضمن من تفائل بإعلان الحكومة، إلا أنه مازال تفائلاً حذراً بسبب سياسات الإمارات العدائية لليمن الموحد، واستمرار سيطرتها على مناطق يمنية لا وجود للحوثي فيها، وبسبب سياساتها "المدمرة" لجنوب الوطن قبل شماله، وعدم الجدية في دحر مليشيا الحوثي من شمال اليمن.
تفائلنا تجاه إعلان الحكومة ليس بسبب حُسن اختيار الوزراء أو لعدالة التوزيع، ولكن طمعاً في تجاوز عراقيل اليوم، للتفرغ لمأساة اليمن الحقيقية، المتمثلة بإمامة الحوثي وطائفية خامنئي. هناك قسم كبير من اليمنيين لم يخفوا نظرتهم المتشائمة حيال ماجرى وماسيجري، ولديهم مبرراتهم الكثيرة والحقيقية، ولا نعتب عليهم، إلا أننا سنظل نعول على جهود المملكة العربية السعودية بسبب أن سياسات إيران وعملائها في المنطقة موجهة بالأساس ضد استقرارها وأمنها، ومخططهم النهائي مكة المكرمة.
ليعلم المواطن اليمني أن الوضع مازال هشاً، حتى لا يُقال أننا نبيع له الوهم، فالعوامل التي دفعت باليمن للاستعانة بجيراننا واخوتنا السعوديون مازالت ماثلة للعيان، بل وأسوأ مماكان، ولكن ركام المرحلة هائل، وتجاوزها يحتاج لوقت وصبر.
المرحلة القادمة مرحلة حساسة وصعبة، وفيها ستختبر النوايا الحقيقية للجميع، وستظهر معالم النجاح بإيجاد معالجات سريعة للتدهور الاقتصادي، وضخ الأموال في شرايين مؤسسات الدولة، وتسليم المواني والمطارات والجزر للدولة؛ ودعم الجيش وتسليم حقوقه، وصرف رواتب موظفي الدولة، والعناية بجرحى الحرب وأسر الشهداء، وقبل كل شيء عودة قيادات الدولة إلى المناطق المحررة، وحرية حركتهم.
المملكة المتحدة.
2020/12/20م