عندما تجد كثير من القبائل اليمنية تقف وتساند ميليشيات حوثية تابعة لإيران ، ستعتقد أن تلك القبائل اما تكون بلا عقل أو بلا هوية يمنية. والمشكلة ان كل ابناء القبائل المساندون للحوثي يعلمون كل العلم ويعرفون كل المعرفة أن الحوثي يتبع إيران سياسياً واعتقادياً وادارياً وعسكرياً ، ولكنهم لا يدركون سوء تبعيتهم له والاهانة التي تنتج عنها كونهم يمنيون وأبناء اليمن ومن العيب والعار والجريمة أن يصبح اليمني داخل وطنه مستعبداً ومحكوماً وتابعاً لحوثية إيران. اليمنيون الذين يقفون مع الحوثي ، يعرفون من هو الحوثي ولديهم علم تام بتبعيته الإيرانية ، لكنهم في الحقيقة لم يعرفون من يكونوا هم .
لم يعرفون بأنهم يمنيون وأبناء اليمن ومن حقهم أن يحكموا أنفسهم ولهم السلطة داخل بلادهم ، وأن يكون الحوثي في اليمن محكوماً لا حاكماً ، وتابعاً لهم لا متبوعاً . لو كانوا يعرفون ذلك ، لما ساندوا الحوثي ولأعتبروا سلطة الحوثي في صنعاء إحتلال إيراني متكامل الأركان. ضعف الهوية اليمنية سبب اضعاف المجتمع اليمني وضعف الدولة أيضاً .
ضعف المجتمع يتمثل في وجود شعب لا يدرك ما هو واجبه تجاه الوطن والدولة وضعف الدولة يتمثل في عدم استشعار المسؤولية تجاه الوطن والشعب. فيصبح الولاء الحزبي والمذهبي مقدماً على الولاء الوطني في صفوف الشعب ، ويصبح الفساد المالي والاداري منتشراً داخل اجهزة الدولة ويتم تقديم المصالح الشخصية على المصالح الوطنية العامة ، وهنا تسقط الدولة بسهولة ويتفرق الشعب في اتجاهات شتى ، ويصبح الوطن ساحة صراع لا غير. قوة وجود الهوية تبرز من خلال التفاف الشعب حول قيادة الدولة ، ومن خلال تلبية قيادة الدولة لتطلعات المواطن.
وعبر هذا يتشكل توحد داخلي بين الشعب والدولة محصناً بالهوية التي تصد كل المخططات والمؤامرات على الوطن. ما يحتاجه أبناء اليمن اليوم لكي يتحدوا لمواجهة الحوثي ، هو أن يسألوا أنفسهم بسؤال " نحن من" إذا كان الرد بأنهم يمنيون ، فيجب تذكيرهم بأن الهوية اليمنية لا تجتمع مع مناصرة الحوثية التابعة لإيران. يجب على اليمنيين أن يقرأو تأريخهم ويفتشوا على أصولهم وأنسابهم ، فسيجدوا أنهم أبناء اليمن لا أبناء فارس ، وأن جدهم سبأ وحمير وقحطان ، وليس جدهم خامنئي والهادي الرسي ، وأن أجدادهم اليمنيون كانوا ملوكاً في بلدهم اليمن ومن العار والعيب أن يصبح أبناء الملوك اليمنيين عبيداً لملالي طهران .
أبناء التبابعة لا يصح أن يكون أتباعاً . من يتبع الميليشيات الحوثية ويساندها ، فليس إلا شخصاً يجهل هويته اليمنية ويسيئ لتأريخ اليمن الحافل بالفخر والاعتزاز والشموخ. يماني وافتخر أني يماني وكل الكون يرفع لي تحية يماني قلتها شامخ كياني وهامي كالسحابة مستوية يماني الأصل مالي أصل ثاني وتشهد لي أصولي الحميرية.