لعقود طويلة، ظلت الأقلية الشيعية تتحكم بمصير لبنان، وتضطهد الأغلبية، وقد عايشنا كيف دفعت بلبنان إلى مستنقع الحروب والضياع خلال العقود الماضية، وحولت ذلك البلد العزيز إلى ساحة خلفية لإيران، ومنصة لمعادة العرب.
بالأمس، كان لدى الأغلبية النيابية اللبنانية ثلاثة مرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية، بينما كان للثنائي الشيعي التابع لإيران، مرشح واحد فقط.
وكالعادة، بدأت المشاورات تحتدم بين أقطاب الأغلبية، في الوقت الذي كان الثنائي الشيعي يتابع خلافاتهم ومصادماتهم بسرور، وبثقة بإحراز النصر في الجولة الأخيرة.
في آخر لحظة، توافق زعماء الأغلبية النيابية على مرشح واحد، ففاز مرشحهم القاضي نواف سلام، وسقط مرشح الثنائي الشيعي، وسقطت معه بقايا آمال الملالي بالبقاء في لبنان.
صدمة حلت بالأقلية الشيعية، وعندها بدءوا بترديد أسطوانة الإقصاء والتهميش، وبضرورة تقسيم مناصب الدولة بصيغة ميثاقية (محاصصة طائفية).
وهكذا في اليمن، لم تتمكن الميليشيا السلالية من وطننا ورقابنا وممتلكاتنا إلا عندما تنافسنا ثم اختلفنا، ثم تحاربنا، فسقط جميعنا.