من المعروف والأعراف في اليمن، إذا التقى الخصوم، تتهدم جدران الخلافات بينهم، وتتساقط ذرائع بقاء خصومتهم، وتصفو نفوسهم، وتتعافى جراحهم. ولذا لا شيء يربك الجماعات الدينية المتطرفة إلا هذا الأمر، فيجتهدون في وضع العراقيل بين اليمنيين، وسحبهم إلى مربعات أحقادهم، وإلى مستنقعات صراعاتهم؛ فيشيدون جدران الفُرقة بينهم، ووضع الألغام على كل طريق يؤدي إلى اتصالهم وتواصلهم وتلاقيهم، وينشطون لإجهاض كل محاولة تسعى وتهدف لإدارة خلافاتهم.
ما أروع الحديث الذي دار بين وكيل محافظة مأرب الدكتور. عبدربه مفتاح وسفراء الرايات البيضاء للسلام، ففيه من الصفاء والوئام والصدق ما يذيب كل صدأ علق بالنفوس، وما يزيح كل سموم زرعتها السلالة في النفوس.
خلال تاريخ اليمن الطويل، حدثت خلافات وفتن كثيرة بين اليمنيين، إلا أنها كانت تنتهي بحلول مرضية وعادلة بينهم، بعد فترات قصيرة. إلا إذا كان أحد أطراف الخلاف سلاليا رسيا، فهم لا يجدون أنفسهم إلا بالحروب ولا يكبرون إلا بزرع الخلافات بين اليمنيين. لأن مشروعهم دخيل لا يناسب اليمن، وعقائدهم دخيلة، لا تتناسب مع عادات وتقاليد اليمنيين، وولايتهم فارسية لا سوق لها في اليمن ولا زبائن، فلذا نجدهم لا يجنحون إلى ضفاف السلام إلا بالهزيمة.
على كلا، سمعت من أحد سفراء السلام حكي وصف لمأرب ولقيادة مأرب ولأهل مأرب، ولمن لجأ إلى مأرب، ما يُثلج الصدر، ويبعث في النفس المثخنة بالجراح الأمل؛ بقرب عودة اليمن، وزوال التطرف وأهله.
ننتظر لتوجه القافلة البيضاء لفتح طريق مأرب نهم صنعاء.
تحية لقيادة مأرب ولحماتها، ولسفراء السلام، ولشعب اليمن الصابر.