نجح الإسلام والنبي محمد بتوحيد القبائل العربية المتفرقة في أمة واحدة، وأسس دولة واحدة لكل الناس، مسلمهم وكافرهم، مسيحيهم ويهوديهم، عربيهم وعجميهم.
فلما توفى النبي، خلفته المذاهب، ففرقت الأمة الواحدة إلى أمم متفرقة، وإلى قبائل متخالفة، وإلى خنادق متحاربة، وإلى مسلمين متمذهبين متصارعين.
نجح النبي محمد بنسف العنصرية، ووأد العصبية، وأمر المسلمين بقوله: دعوها فإنها منتنة، وصنع أمة واحدة؛ متساوون في الحقوق والواجبات، كأسنان المشط. فلما مات النبي، خلفته قيادات بني هاشم، ففرقت الأمة الواحدة إلى أمم متصارعة، وإلى جيوش متحاربة، كبني هاشم وبني أمية، ثم إلى علويين وعباسيين.
ثم رسخوا بين الناس أنهم سادة وغيرهم عبيد. ثم فرضوا العنصرية المالية والسياسية، بتخصيص خٌمس ثروات الأرض والإنتاج والرزق لبني هاشم دون تعب أو جهد، وادعوا أن السلطة لهم دون الناس.
عند وفاة النبي لم يكن بين الناس سيد وعبد، بل أمة واحدة، وبرغم هذا، اخترعوا مرويات عنصرية، تروج وتقدس وترفع منزلة بني هاشم دون المسلمين، كقصة أن حمزة بن عبدالمطلب سيد الشهداء، والحسن والحسين سيدا أهل الجنة، وفاطمة سيدة نساء الجنة، وأنهم أئمة أطهار. والحكم فقط للبطنين ولآل البيت.
لقبوا أنفسهم بالسيد والشريف والشريفة والحبيب. والعلم.
حتى العلم الفسيح والواسع والغزير، ضيقوه على مقاس علي بن أبي طالب فقط، فألفوا حديثا عن النبي قالوا فيه "أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب"!
حتى سيف علي بن أبي طالب لم يسلم هو الآخر من التأليف، فقد خصوه بسيف عجيب لا مثيل له، وسموه ذو الفقار، مع أنه لم يكن ولن يكون، ولا يصلح أن يكون سيف للحرب بالأصل، ولكنه هوس التوريث، وشبق التقديس، والحرص على صناعة قصص تمييزهم عن بقية الناس؛ لغرض التحايل للاستئثار بالسلطة والثروة والمكانةالاجتماعية دون الأمة.
فمن نصدق الإسلام والنبي والعقل أم المذاهب وبني هاشم والمرويات والعقائد العجيبة؟
* نلتقي في غزوة توعوية جديدة.