أعتقد البعض أن ميليشيا الرسي في اليمن ستتوقف عن استهداف السفن في البحر الأحمر، للنجاة من العقوبات الأمريكية "الناعمة" قبل أن تدخل حيز التنفيذ، ولكن من يعرف هذه العصابة عن قرب يعلم أنها تهدف من قرصنتها من بداية الأمر هو إيجاد لها شماعة جديدة لإذلال الشعب اليمني وحرمانه من رواتبه وخدمات الدولة، بعد أن لاح للناس أمل بقرب توقيع سلام للخروج من دائرة الحرب الحالية وعودة الدولة، خصوصا بعد أن تم فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وتم إنهاء الحصار الذي كانت تتذرع به العصابة لتبرير ما سببته لليمن من جوع وحرب ومعاناة من لحظة وصول مسيرتها السلالية إلى صنعاء في سبتمبر 2014.
العصابة الحوثية تعلم أنها بالعقوبات الأمريكية لن تتضرر هي وضررها فقط سيطال الشعب اليمني المظلوم، الذي لا تهتم لأمره، كونه في نظرها مجرد قطيع يحارب في الحرب ويحتشد في الساحات في السلم لصالح بقاء السلالة.
العقوبات الأمريكية سيمنحها ذريعة جديدة لقمع الشعب اليمني، ولمواصلة تجريف الدولة اليمنية وملشنة مؤسساتها، وتطييف عقائد الناس وإغلاق المدارس وفتح المعسكرات، لخلق أجيال حاقدة جاهلة لا فرصة أمامها للبقاء على قيد الحياة إلا القتال واللطم على الحسين والصراخ بالموت للآخرين، وتقديس أحياء السلالة وتعبد أضرحة موتاهم.
العقوبات الأمريكية المزعومة ستمكن عصابات بني هاشم من استمرارهم بمص خيرات الدولة اليمنية ومصادرة خيرات الأرض، بينما يتبقى الصراخ والزوملة للمواطن اليمني.
ولذا لماذا تخاطر الحوثية بتفويت فرصة فرض عقوبات أمريكية ودولية على اليمن ما دام مخاطرها لن تطالها!