اليوم دول المنطقة العربية في صراع صفري مع الميليشيات المذهبية، فإما وتمكنت الحكومات الوطنية من فرض نفوذها، وبسط النظام والقانون والدساتير، وإما ستسقط وستحل المليشيات المذهبية والجماعات الطائفية بدلًا عنها، وستسود الهويات الدينية العابرة للحدود بدلًا عن الهويات الوطنية الجامعة، وسيهوي الجميع إلى مستنقع لا قاع له، لا صوت فيه لأحد إلا لأصوات التشدد، وصرخات الغلو، وضجيج الشعارات وهتافات الخرافة.

يظل رأيي أن نتائج مواجهة ذلك الخطر الوجودي يُعتبر أقل كُلفة بكثير من سلام وهمي معه، فتلك الميليشيات لا تسالم إلا لتتمكن، وتؤمن أن زوال الآخرين دين، ونحرهم قُربة من الله، وفي نهب ممتلكات خصومهم؛ إنفاذا لوصايا أئمتهم.

من يعتقد غير ذلك فهو إما جاهل أو متجاهل.

مطلبنا السلام؛ ولكن سلام تحت مظلة الدولة، لا استسلام تحت عمامة ولي الفقيه!