برغم سيطرتهم على مؤسسات الدولة وعائداتها في صنعاء، وعلى بنوكها؛ بما فيها من ودائع للدولة وللمواطنين، وبرغم أنهم يأخذون كل شيء ولا يعطون شيئا، وبرغم أن شعاراتهم قرآنية وملصقاتهم إيمانية وتعبئتهم وطنية، وأحاديثهم تحررية، ويدعون المثالية ويجاهرون بحرصهم على التعايش والقبول بالآخر، إلا أنهم يثورون كالثيران إن قام عرس لمواطن دون تدخلهم وحضورهم وإشرافهم.
برغم أنهم يدعون أنهم شركاء مع أسرى مؤتمر صنعاء، إلا أنهم يرفضون حتى قيام فعالية مؤتمرية في قاعة صغيرة بشارع الرقاص، وبرغم أنهم يدعون أن كل الوطن ممثل في حكومتهم، إلا أن الجنوب غائب ومعه كل محافظات ومديريات اليمن، بل أن أهل صعدة الأحرار في فكاك شعبي وقبلي عن مسيرتهم السلالية، بل أن بن حبتور يعجز عن التسوق في سوبرماركت الهدى دون تنسيق مسبق وأذن مسبق، ناهيكم عن سفره إلى بني مطر بضواحي صنعاء.
لماذا هذا الهلع والخوف؟
هم يعلمون أنهم منبوذون، ومشروعهم خارجي، وصرختهم فارسية، ووجودهم طائفي، وأعمالهم سلالية، وتحركاتهم عصبوية، ولا مؤهلات تؤهلهم للوقوف أمام الآخرين ولا منطق في أقوالهم، ولا عقل في أفعالهم، ولا تجانس لهم مع غيرهم، وليس لديهم مشروع دولة أو بناء أو حياة، فقط صراخ ولعن وملعانة وقشوشة ونهب وسلب وخُمس وهات وأدفع وسيد وقبيلي، وسابر، وقعشات وبردقان ومخدرات وقات وزنان ملونة وبطون منفوخة.
ولذا يخافون من وقوفهم بجانب مؤهل أو متعلم أو باحث أو خبير أو شخصية اجتماعية.
لا يخافون من شيئ كخوفهم من حزب أو سياسي أو صحفي أو نور أو كتاب، ولذا يا هم يا الشعب اليمني، ولا مجال لخلط شيئين غير متجانسين.