الاسلام دين وليس مذهب او حزب ، وهذا الدين لديه نهج صافي قائم على أساس التوحيد والتوحد ، توحيد الله وتوحد المجتمع المسلم ، وعلى حسب قوة التوحيد لله يكون قوة توحد المجتمع الموحد لله ، وعلامات نهج الاسلام الصافي انه قضى على كل اشكال الصراع العرقي والعنصري واقام مجتمع موحد نظم العلاقة مع بعضه ومع الحاكم وفق شرط واحد هو الاسلام ، وهذا النهج غير قابل للتجزءة وغير قابل لاستخدامه فيما يثير صراع داخلي في المجتمع. ومن ينظر بتمعن للمذاهب او أي تيارات تحمل طابع الاسلام سيجد أنها ادوات صراع داخل المجتمع الاسلامي وعامل تجزءة للدين وهذا ما يدلل على أنها ذو نهج ملوث ، والحل يكمن في التخلي عن جميعها والعودة للمنهج الصافي ادراكاً لخطورتها على الدين والمجتمع والتزاماً للتحذير منها ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً واحزاباً لست منهم ، فالتخلي عنها هو تخلي عن تفريق الدين وتفريق المجتمع. القبائل اليمنية كانت مفرقة قبل الاسلام ومتناحرة مع بعضها ، ولما جاء الاسلام وحدها وشكل منها وحدة مجتمعية داخل اليمن ووحدة خلف الدولة ، وظلت هذا التوحد حتى ظهور الصراع العرقي داخل المجتمعات الاسلامية والذي توجه بنشر سمومه نحو القبائل اليمنية لينشأ صراع داخلي تابعاً لذاك الصراع العرقي المركزي المتمثل بالصراع الداخلي بين قريش أو بين بني أمية وبنو هاشم ، وكانت المذهبية هي الوجه الذي ظهر بها الصراع في اليمن مؤخراً . من ينظر لأقدمية الصراع العرقي في المجتمعات الاسلامية سيجد ان الصراع المذهبي ما جاء إلا تلبيةً لذاك الصراع العرقي ، وكأن المذاهب كانت وسيلة لتحقيق مطامع عرقية تريد تحقيق اهدافها تحت غطاء ديني يحمل معتقد يجر المجتمع الاسلامي خلفها. في اليمن ظهر المذهب الشافعي الذي يمنح الولاية لقريش وفق معتقد عرقي . وظهر المذهب الزيدي الذي يمنح الولاية لبني هاشم وفق معتقد عرقي أيضاً . من ينظر للمذهب للشافعي سيجد انه نسخة في الهدف من المذهب الزيدي إلا انه توسع ليشمل قريش ويتيح مجال لبقية بطونها غير بني هاشم للحصول على الولاية وفق معتقد ويساوي بطون قريش كلها مع بني هاشم وهذا ما يخلق تمييز عرقي بشكل آخر يميز قريش عن بقية القبائل والمجتمعات. ومن خلال هذا يتضح ان الصراع المذهبي في اليمن سابقاً استخدم القبائل اليمنية وفرقها وهو في الحقيقة ليس صراع سني او شيعي وانما صراع عرقي بين بني بني هاشم وبقية بطون قريش . هذه المذاهب فرقت المجتمع اليمني وفرقت القبائل اليمنية واستخدمتها ضد بعضها وخلقت انقسام قبلي وانقسام مناطقي ، وولدت ثقافة عصبية بدافع المنطقة او المذهب وظلت هذه الثقافة تصب في خدمة السلالات المنتمية لخارج اليمن وكانت عامل للوقوف مع الامامة في شمال اليمن قبل الثورة وصبت مؤخراً في خدمة الانقلاب الحوثي الذي يعد قيامه وبقاءه حالياً ناتج عن ضعف القبيلة اليمنية وعياً وثقافةً ومعتقداً.