عندما تجد من يسألك: هل تكره قريش؟ هل تكره آل البيت؟ هل تبغض بني هاشم؟ هل تكره الحسين؟ هل أنت مسلم؟
نقول لهؤلاء لا، فالكراهية بضاعة الخائب ووقود الصغير وسلوك العاجز. نحن لا نكره أحدا، وليس لدينا خلاف أو مشكلة مع أحد من هؤلاء.
وليس هناك علاقة بين بحب أو كراهية تلك الجماعات وديننا الحنيف.
فقط نحن ضد قرشنة الدولة (تحويلها لشركة خاصة بقريش)، ونضالنا ضد هوشمة الدين ( تحويل عبادة العباد من عبادتهم لرب العباد إلى تعبد قيادات بني هاشم).
نحن ضد تسييس مقتل الحسين ( تحويل مقتله إلى مبررات وذرائع لقتل الخصوم ونهب المال والسطو على الدولة).
كما أننا ضد تحويل النسب الهاشمي إلى عكازه للطامع وسلم للطامح وعمامة للنصاب؛ لغرض الوصول إلى كراسي السلطة، ولنهب خزائن الناس.
كما أننا ضد تسليع مصطلح آل البيت( تحويل المصطلح إلى سلعة تباع، ومبررا لتعالي من يسمون أنفسهم آل البيت على الناس).
نحن ضد تسييل مصطلحات ما يُسمى بآل محمد وبني هاشم وأهل الكساء وتحويلها إلى مال وجاه ومغانم تصب في خزائن السلالة.
أنت تحب الحسين وغيرك يحب أبي بكر وغيرك يحب معاوية، وهناك من يعشق لينين وهناك من هو مغرم بصدام، وغيرك يحب عبدالحليم حافظ، وهناك من هو متيم بتميم وآخرين بمحمد بن زايد وآخرين بأردوغان، بل أن هناك من يرى في فيروز مثله الأعلى وسر سعادته، ونجد أن هناك من لا يرى للحياة قيمة دون مؤسس فيسبوك ومالك تويتر.
ولذا حب من شئت ووالي من شئت، بل أن الله خيرك أن تعبد من شئت، ولكن مارس هواياتك وقناعاتك وحبك وكراهيتك وعواطفك بعيدًا عن مؤسسات الدولة وأموال وممتلكات الناس وخصوصياتهم وقناعاتهم ومعتقداتهم.
يقول المثل: أعبد حجرا ولكن لا ترميني به. لا شأن لي بجنسك وجنسيتك وذهبك ومذهبك ودينك ولونك ونسبك وحسبك ومن تحب ومن تكره وما تعتقد وما تؤمن به. ما يهمني فقط أمن بيتي وتأمين مصدر رزقي، وهدوء شارعي وسلامة مدينتي وازدهار دولتي وضمان حقوقي وسلامة مدرسة أطفالي ونظافة مستوصفي.
وبما أنني أعيش معك على كوكب واحد وفي مكان واحد، فهناك أشياء خاصة لكل منا وأخرى عامة لنا جميعًا، ولذا لا تهمني حياتك الخاصة وماتعتنقه وما تؤمن به، ولكننا شركاء في أشياء مشتركة، كالحي والشارع والمدرسة ودور العبادة والحديقة ومؤسسات الدولة، فتوقف عن فرض أشيائك الخاصة على أشيائنا العامة.
ما تراه صوابا يمكن أن يكون خطأ في نظر الآخرين، والعكس صحيح. لنحترم الخصوصيات ولنحافظ على بقاء المشتركات، ما لم سنظل نتصارع لفرض معتقداتنا الخاصة على بعضنا البعض، وننتهي كضباع الغابة.