إذا كانت بضاعة الواعظ الكذاب هي الخرافات، فحتمًا سيحتاج لخِراف لاستهلاكها. وإذا كانت وظيفة تاجر الدين هي تسويق الغيبيات، فسيحتاج لشعب مُغيب العقل والفكر لتصديقها. وإذا كانت الأساطير سلعة الواعظ المذهبي للوصول إلى السلطة، فقطعًا سيحتاج لاتباع مساطيل؛ يسلطنون على أدخنتها.
ولذا لا شيء يضايق تجار الدين، ويخيف خفافيش الكهوف، ويفضح طوائف الدجل، ويفزع كهنة المذاهب، كالعلم والمعرفة والنور والبحث العلمي والمدرس والمدرسة والكتاب والقلم والصحيفة والكلمة والغناء والموسيقى.
غدًا ستسقط قداسة الواعظ النصاب، وسيبقى الإنسان، ذلك الذي يحب ولا يكره، ويعطي ولا ينهب، ويُعلم ولا يُجهل، ويبني ولا يفجر، ويعيش لتعمير الوطن، وليس يموت لأجل ديناصورات الأحزاب، وغربان المذاهب، وضباع الطوائف.