الجمعة ، 25 ابريل 2025
أخبار

ماذا يقصد السفير طواف بقوله فرقنا 2011 وجمعنا 2014؟

في ظل تصاعد الهجمات الأميركية على مواقع عسكرية تحتلها ميليشيا الحوثي في بعض مناطق اليمن، وتزايد حالة السخط بين اليمنيين ضد جماعة الحوثي، التي تسببت في نكبتهم، كتب الدكتور عبدالوهاب طواف مقالا عن هذا الوضع.

فقال: تظل الصراعات على السلطة والثروة ومغانم الدنيا، تسير على خط مواز لخط الحياة. فقد بدأ الصراع بين قابيل وهابيل، وسيستمر التدافع حتى نهاية الكون.

كما أوضح أن اليمنيين اختلفوا في محطات كثيرة على السلطة، وكانت إحدى تلك المحطات ما حدث في 2011، ولكنه كان صراعًا سياسيًا على السلطة، ولم ينزلق إلى متاهات أخرى، إلا بعد دخول عناصر جديدة عليه، كالفهلوة والسذاجة والطمع والأنانية، وهذا مكن العصابة الزيدية من الانقضاض على الجميع.

وكشف أن الحلول غير الوطنية لأزمة 2011 والحوار الوطني أدت إلى سقوط اليمن في مستنقع الزيدية في سبتمبر 2014، برغم محاولات المملكة العربية السعودية التدخل لإنقاذ الموقف.

وأضاف السفير عبدالوهاب طواف في مقاله: عندها تغيرت المعادلة، ودخلت عناصر جديدة على المعطيات، فتبدلت النتائج، الأمر الذي أدى إلى تغيير التموضعات السياسية لدى من كان همه اليمن.

كان لا بد من تخليق واقع جديد، يستنقذ اليمن، ويواجه الرسية الحوثية.

ذلك الواقع حتم على اليمنيين الاختيار بين الصعود على سفينة الدولة أو القفز إلى سفينة الإمامة الزيدية.

فعلا تدافع الشرفاء لركوب سفينة اليمن، سواء من خرج من البلاد أو من ظل في الداخل، محافظا على موقفه اليمني لا السلالي.

هذا الفرز الجديد طوى ما حدث في 2011 لدى معظم النخب الوطنية، لأن المتغير الجديد أسفر عن عدو مختلف، بفكر وعقيدة ونظرية لا تمت بصلة إلى اليمنيين أو بهويتهم وخلافاتهم.

عدو قبيح يستهدف الجميع، يسعى لتنصيب نفسه سيدا على جبال اليمن وشوامخه. عدو دخيل يسعى لطمس الهوية اليمانية، والاستئثار بالسلطة ومصادرة الثروة، وخطف المدرسة والجامع والجامعة، وتبديل الدين وتزوير الفكر وتلغيم التعليم.

عدو يسعى لهوشمة الوظيفة وملشنة الجيش وتطييف الدولة، والسيطرة على كل شيء. الواقع الجديد حتم على فرقاء 2011 التصالح والتسامح والتكاتف لتحقيق هدف واحد، وهذا ما حدث وإن لم يكن بالشكل المتوقع والمطلوب.

اليوم المجلس الرئاسي كتلة سياسية وعسكرية، تمثل اليمن الكبير، برغم التباينات وأحيانا الخلافات حيال بعض القضايا، وأهما وضع الجنوب ومستقبله، إلا أن جميعهم مجمعون على كارثية بقاء الزيدية الحوثية مسيطرة على جزء من اليمن.

كل أفرد الجبهات في كل المناطق، يحاربون عدوًا واحدًا، وبهدف واحد، وبحلم واحد. الساسة والإعلاميون بدورهم، مرابطون في خندق واحد لمواجهة عدو واحد، بعد طي ما حدث في 2011.

لأن الهدف وطني، نرى اليوم صقور الإعلام والتمثيل لساحات الستين لأحداث 2011 يعملون في فريق واحد مع صقور ميدان السبعين لذلك العام، في برامج واحدة، وهذا ما نراه على شاشة فضائية الجمهورية.

وختم الكاتب مقاله بتوضيح أن نكبة الرسي الزيدية وحدت اليمنيين، ومن لم توحده تلك النكبة، فلن يتوحد مع غيره بقية عمره.