الحلقة الثانية :
تعد الإمامه لدى الزيدية وطريقة نقل السلطة من إمام إلى آخر من أهم القضايا التي عانى و يعاني منهااليمنيون بشكل عام على مدى مئات السنين واتباع المذهب الزيدي بشكل خاص فلم يتاح لوضع اليمنيين ان يستقر بسبب الصراعات التي انتجتها الصراعات على السلطة باعتباراليمن يمثل مركز اتباع تلك النظرية ولا ان يبنوا واقعهم في ظل الصراعات والتنافس على السلطة اوان يستثمروا خيرات بلدهم فاكثروقتهم صراع اما مع الحاكم ان كان غير قرشي باعتباره مغتصبا لحق الغير يجب انتزاع لسانه من فيه واما فيما بين الائمه انفسهم على السلطة. وكل امامً يجيش مجموعة من القبائل يضرب بها الإمام الآخر ومن معه من القبائل الاخرى وهكذا
ما تسبب في تمزيق النسيج الاجتماعي واشعال الحروب والانشغال بالصراع على السلطة بدلا من الانشغال بالتنمية ورعاية المجتمع. واصبح تاريخ الزيدية مملوء بالمآسي والويلات وانعدام الجانب الخدمي بشكل كامل فلم يعثر عن إمام من أئمة الزيده انه تفرغ لبناء سد اوانشاء مدرسة او معلما نتيجةً تلك الصراعات فمعظم ما هو قائم اما من الدوله الرسوليه اوالايوبيين اوالعثمانيين
حتى صار مًوضوع الامامة مصدر شؤم لدى اليمنيين ومقرونا بالجوع والمرض والجهل والخراب
والواقع الذي نشهده اليوم وما نعيشه من حروب وخراب وتجهيل للشعب وانقسامات على اساس مذهبي وطائفي وعرقي بكل روائحها المنتنة اعضم مثال وشاهد على ضرورة اعادة النظر والتجديد في تلك النظرية
وهو ما اكده عدد من المفكرين المعاصرين من اتباع النظرية نفسها بعد جدليات ونقاشات واسعة
-الدكتور عبدالكريم جدبان والذي يعد عنوان البحث اكد ان هناك خلل دستوري في نظرية الإمامه الزيدية
يتطلب اعادة النظر والتجديد بمايضمن الحدمن سفك الدما والحفاظ على حيات الناس وقدافرد لذلك بحثاتحت هذ العنوان معتبرا انه لابد من التجديد في آلية الانتقال باعتبارهاورى الكثير من سفك الدما في اليمن
-اما الاستاذ والمفكر الكبير زيد بن علي الوزير ، فيرى ان مشكلة الامة وليسةالزيدية فقط، تقع في قضية تديين الخلافة وقضية الحصر بشكل عام في قريش او في البطنين او في غيرهما معتبر ا ان النبي صلوات الله عليه واله لم يبني دوله وانما بنا امة واوكل اليها مهمة من تختار لقيادتها وان السقيفة تعتبر اول تجربة في الطريق الصح رغم ما احتوىً تلك التجربة من خلل بغياب الامام علي ونحوذلك
اما الsيد العلامة / محمد بن محمد المنصور
والsيد العلامة/ حمود بن عباس المؤيد والsيد العلامة/ احمد محمد الشامي
والsيد العلامة/ قاسم الكبسي رحمة الله عليهم جميعا
فقداكدوا ان قضية الامامة والحصرفي عرق معين والذي يعتبر اهم اسباب الصراع وسفك الدما بين اليمنيين ليس شرطافيمن يتولى امر الامة وان الواقع قد تجاوزه …
(فاذا كان كل ماجرى قد كان له مبرراته الزمنيه
وصفاته التاريخيه البشرية السياسية فإن الأمر يختلف في ساعتنا التي نحن فيها ويومنا الذي يجب فيه ان يكون الاهتمام الاكبر بصلاح وإصلاح شؤون امة الإسلام واستقامة امورها وجمع كلمتها والاهتمام ببناء المجتمع اليمني ككل…
فصلاح امور المسلمين والاهتمام بسلامتها يكون في نظر الاسلام فوق كل اعتبار وهو ماتظافرت عليه الادلة الشرعية وغفل عنه الكثير في ازماننا هذه واذا كان القول بالامامة يمس مصلحة المجتمع فهو قول باطل لا يلتفت الى قائله ولا يعول عليه ولا ندين به
فوجوب تنصيب الامة رئيسا لها انما هو لاقامة ودفع الباطل وحماية مصالح اليمن العليا وجمع شمل الانام وهي ادرى بمصلحتها ومن هذ المنطلق تكون الامة هي المفوض اليها امرها تضعه حيث شائت باختيارها وباعتبار انما المؤمر عليها انما هو وكيل فلا يتصرف بشي من شؤنها الا برضاها واختيارها والقران كان خطابه لمجموعها .…(يا أيها الذين امنوا )فهم خلائف الارض في كتاب الله باستخلاف من الله ينصبون لامرهم اجير اعنهم من يطمئنون اليه لحكمهم وتتوفر فيه رغبتهم ورضاهم … ؛؛
فالحكم امانه يضعها اهل الحق فيها في اجير قوي امين غير متقيدين بعرق ولا نسب (ان اكرمكم عند الله اتقاكم )
اما الدكتور/ احمد شرف الدين رحمة الله عليه فقد اعتبر ان تدين السلطه.وتبنيها لخطاب ديني من نوع خاص ثم تقوم بفرضه على الشعب هو سبب الصراع الذي عاشته اليمن وسائر الدول الاسلامية عبر القرون السابقة.
وان الحل يكمن في دوله مدنية حديثة يغيب عنها الخطاب الديني لكنها ترعى الحقوق الدينيه باعتبار الدين للشعب وليس للسلطه وهو ماتضمنته رؤيته المقدمه عن" انsارالله " في مؤتمر الحوار الوطني الشامل محددافيها كل تفاصيل الدولة المدنية وهوماتميز به عن بقية من ينادون بالدولة المدنية حيث حدد تفاصيلها من منطلق معرفته وتخصصه اضافة الى كونه عالم دين ومفكر
وهو مابات اليمنيون يدركون اهمية كلامه ويطالبون به اليوم ويعتبرونه المخرج الوحيد لليمن واليمنيين