الحاكم الوطني: ينبت من نفس التربة التي نبت منها الشعب، ويأتي إلى السلطة بإجماع ودعم شعبي، ويمارسها بمشروع جامع؛ يلبي مطالب الشعب، ويترجم آمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم ويحولها إلى واقع موجود على الأرض؛ بخدمات وبنى تحتية، ويستعين بكوادر مؤهلة؛ تنتمي إلى تربة ذلك الوطن، ومن جميع مناطقه، ومشاربه وتنوعاته.
الحاكم الديني: ينبت من تربة مختلفة عن تربة الشعب، ويعتقد وحده أنها تربة مقدسة، ويأتي إلى كرسي السلطة بقوة السلاح وبسطوة الدين، ويمارسها بملازم وأفكار ومعتقدات وعقائد عنصرية متخلفة، لا تنتمي لتراب ذلك الوطن، تطفح بروائح الموت والدمار وبمخلفات برواسب الماضي، ويأتي بسياسات تقضي على تطلعات وآمال الناس، وتسحبهم وأطفالهم إلى محارق الضياع ودهاليز الفاقة والحرمان، ويستعين بعصبته وعصبيته، وأسرته وأفراد جماعته، لفرض مشروعه الخاص، مشروع لا ينتمي إلى الشعب ولا تصب مخرجاته في منازلهم.
