المعروف أن خلافات علي بن أبي طالب ومعاوية على السلطة حدثت قبل 1400 عام، وهم أبناء عم ومن قبيلة قريش.
هرب الكثير من بني هاشم إلى اليمن، ومعهم كثير من الفُرس، كونهم حلفاء منذ الدولة العباسية. فهم تأمروا جميعا على الدولة الإسلامية في دمشق خلال إدارة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان.
وبدلا أن يندمجوا مع اليمنيين، ويعيشون سواسية معهم، حملوا على جمالهم خلافات وأحقاد وثارات قريش معهم، ومعارك معاوية وعلي، ونقلوها إلى اليمن. حتى أنهم يريدون أن يذيبون حضارة اليمنيين العظيمة في خيام قريش.
فعلًا نجحوا في تسميم حياتنا بأحقادهم وصراعاتهم الماضوية، وشوهوا علاقة اليمن بجيرانه لحساب علاقتهم بإيران الفارسية. وهم يعمدون إلى ذلك لأجل السلطة ولعسكرة وتجييش اليمنيين خلف مشروعهم السلالي العنصري. ومن جرأتهم على أذية اليمنيين، يطلقون على خصومهم من اليمنيين بجماعة معاوية ويزيد.
طبعا معاوية كان كاتب وحي النبي وصحابي من صحابته المقربين، وكان أنحج حاكم في الدولة الإسلامية بعد أبوبكر وعُمر وعثمان، وهو من فتح الشرق والغرب بعد موت علي بن أبي طالب ونجح في تأسيس دولة |سلامية عظمى. إلا أنه تعرض لحملة تشويه هائلة من بني هاشم خلال قرون طويلة، بسبب صراعهم على السلطة.
ولكننا هنا لا دخل لنا بمعاوية ولا بعلي ولا بالحسين ولا بقريش كلها، ولا لنا ناقة أو جمل بصراعاتهم على السلطة، فتلك أمة رحلت وبادت.
نريد دولتنا وحضارتنا وهويتنا، ولهم قريشهم ولنا بلادنا، وإن قبلوا بالمواطنة المتساوية، فأهلا وسهلا بهم، لنا مالهم وعلينا ما عليهم، مش هو سيد وأنا قبيلي وعكفي ببابهم، وهاذاك مزين، وأمه شريفة وأمي جارية.
سحقا لمروياتهم وعنصريتهم، وبئسا لمن يرضى لنفسه من اليمنيين أن يتحول من رأس إلى ذيل، ومن القمم إلى الحفر، ويخاطبهم بسيدي، ويرضى بولاية الطيزين.