حتى اللحظة، تتغلب السلالة على أبناء اليمن بالكذب والنفاق، وببث الخلافات والشائعات بينهم، وتتوج تلك الأعمال القذرة بقوة السلاح، وبهمجية التعامل، وبجرأة البطش والنهب. وما وصلت إليه من تقدمات وانتصارات طائفية ليست بقانونية مطالبها أو بمشروعية منهجها، أو بصوابية عقائدها، فهم يستندون على عقائد ومرويات بالية؛ لم تجد لها قبول حتى في زمن خلافات وصراعات قريش على السلطة قبل قرون طويلة، ناهيكم عن قبولها اليوم، في عصر العلم والتكنولوجيا، ولكنهم يعتمدون على القوة الغاشمة في فرض وجودهم السلالي العنصري.
نعم، تمكن الكثير من أحرار اليمن وأقياله وصناديده وأكليلاته من إحداث نقلة نوعية في مستوى الوعي الجمعي للمجتمع اليمني، وتم إبراز مخاطر المشروع السلالي، والمتاجرة بالدين والمذهب والنسب، على أمن واستقرار اليمن والتعايش بين سكانه. وتم فضح عقائدهم الكاذبة، وتعرية مروياتهم العنصرية، ودعاواهم الباطلة، ولكن إن لم يرافق الهبة التوعوية تحرك على الأرض؛ لردعهم، وكسر جبروت ظلمهم، فسيستمروا فترة أخرى من حياتنا، وسنعاني مزيدًا من القهر والظلم والنهب والسلب، ونزف في العقول والدماء والإمكانيات، والآمال والتطلعات، ولكن الأمر في الأخير سينتهي، وسينتهي بوري السلالة، اليوم أو غدًا، وسيظل اليمن شامخًا.