
لم يكن فقط سفيرا في وزارة الخارجية، بل كان رجل دولة من طراز رفيع، ومربي أجيال وقائد وطني عظيم.
كان جبل شامخ بقيم وأخلاق، وصفات طيبة لا مثيل لها في عالم اليوم.
كان لي شرف العمل تحت إدارته، فقد كان السفير محمد صالح القطيش مديري المباشر في إدارة التخطيط والبحوث بوزارة الخارجية، عام 2001، وكان قبل ذلك أبًا للجميع، وإداري نزيه؛ يحمل هم اليمن.
ظلت علاقتي به خلال فترة عمله قنصلًا عامًا لبلادنا في جدة، ثم في دبي.
تقلد مناصب عليا في دولة الجنوب ثم في دولة الوحدة، ولم تزده إلا تواضعًا وحبًا للضعيف قبل القوي، والصغير قبل الكبير.
عُرضت عليه حقيبة الخارجية خلال إدارة الرئيس عبدربه منصور هادي، وأعتذر، فلم يكن مهووسا بالسلطة، بل كان زاهدًا مُعرضًا عنها طيلة فترات عمله في الدولة، حتى أنه قدم استقالته من قنصليتنا بدبي عدة مرات، بسبب وضعه الصحي، وقناعته بترك المجال للآخرين.
لم نشعر يومًا أنه ينتمي لمنطقة ما في اليمن، فقد كان يمني عربي، وقبل ذلك كان إنسانًا محبًا للجميع.
كان قنوعًا، ومهذبًا، وعزيزًا، وعاش بشموخ لم يشبه الكِبر طيلة حياته العمرانة بالخير والعطاء. تعلمت منه الكثير.
رحيله خسارة للجميع.
نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
إلى جنة الفردوس الأعلى.
تعازينا لأولاده، شفيع وعمر، ولجميع آل القطيش.