"وحدوا صفوفكم، وكفروا عن خطأكم، وخطيئتكم".
الأخطاء التاريخية تكون كارثية، بحق الأمم والشعوب والدول، والصف الجمهوري اليمني بمناكفاته وتشتته، وتعدد مشاريعه، واختلاف قواه وقياداته، ارتكب خطأً تاريخياً في حق اليمن، الدولة، والثورة، والجمهورية، والشرعية، والمشروع الاتحادي، وهذا الخطأ التاريخي، سَلَّمَ اليمن للإمامة، بعد ستة عقود، من الثورة والجمهورية، وأدخل اليمن في حرب مستمرة، منذ انقلاب المليشيا الحوثية الإرهابية، منتجةً أسوأ أزمة إنسانية، عرفها تاريخنا المعاصر، كما أن هذه الحرب دمرت الجيش الوطني، ونتج عنها عشرات الألاف من القتلى والمعاقين والجرحى، ومزقت النسيج الاجتماعي للشعب الواحد، ودمرت الهوية الوطنية للدولة، وشردت الملايين نزوحاً في داخل اليمن وخارجه، واعادت اليمن إلى عهد الإمامة والتخلف.
فبكل المقاييس ما حدث هو خطأ وخطيئة انتجا "الجريمة الحوثية" وهي جريمة نكراء، تتحمل وزرها قوى ومكونات وأحزاب الصف الجمهوري، دينياً، ووطنياً، وقانونياً، وأخلاقياً، ولا مجال اليوم لغفرانها، وتجاوز نكبتها، غير توحيد الصفوف، وجمع كل القوى، لاستعادة الدولة والثورة والجمهورية.
التأريخ دورات متعاقبة، فيها فرص تاريخية تصنع الأحداث، ومن ضمنها اليوم إعادة تصنيف المليشيا الحوثية جماعة إرهابية، والتي هي بنظر الشرعية اليمنية والشعب اليمني كذلك، ومن الواجب الوطني والأخلاقي والتاريخي لمكونات الصف الجمهوري، انتهاز هذه اللحظة التاريخية لتوحيد صفهم خلف قيادة شرعيتهم، ومشروعهم، وتحالفهم، لاستعادة مؤسسات الدولة، من المليشيا الحوثية الارهابية، وبهذا العمل فقط يكفرون عن خطأهم وخطيئتهم، بتسليمهم اليمن لانقلاب المليشيا الحوثية الارهابية، وعلى الجميع عدم ارتكاب خطأهم وخطيئتهم مجدداً، باستمرار التشرذم والتفكك، وتفويت هذه الفرصة التاريخية، كما حدث سابقاً.
وأنا كمواطن مؤمن بالثورة والجمهورية وتوحيد الصف الجمهوري، أتوجه بالقول والمقال إلى كل من :
أولاً: إلى فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، وإلى رفاقه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، تعلمون يقيناً أن المليشيا الحوثية الارهابية، استغلت اختلاف الصف الجمهوري، لتقوم بانقلابها وحربها على اليمن واليمنيين، وسَلَّمَتْ اليمن لمشروع ولاية الفقيه الإيراني، لترتكب جرائمها وحربها ضد اليمن، والإقليم والعالم، وتمنع سلسلة توريدات تجارة وطاقة العالم، من خلال الاقتصاد الأزرق، وفي اهم منطقة منه، باب المندب والبحر الأحمر.
لقد أتت بكم لحظة تاريخية لولاية الأمر، واليوم توجد لحظة فارقة، وفرصة سانحة أمامكم، لتوحيد كل قواتكم المسلحة والأمنية، والحزبية والقبلية، تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، لتتجه جميعها نحو هدفها، المتمثل باستعادة مؤسسات الدولة، من المليشيا الحوثية الارهابية، وبناء وطن المستقبل، يمن الدولة القادرة والمقتدرة، وبهذه اللحظة، والحدث، والموقف، وتوحيد القوى، تصنعون التاريخ، وتعيدون تصحيح مساره، وتعيدون قاطرة اليمن، لشعبها، ومحيطها الخليجي، والعربي، والإنساني.
ثانياً: إلى مجلسي النواب والشورى أنتم حراس الدولة، والثورة والجمهورية، كونكم السلطة التشريعية والرقابية، واجبكم اليوم، حماية شرعية الدولة، والثورة، والجمهورية، وأن تكونوا رديفاً مكملاً لمجلس القيادة الرئاسي، وعليكم بتوحيد الكلمة والصف الجمهوري، والرقابة على الأداء الحكومي، حتى تكتمل حلقات هزيمة الإمامة، ومليشياتها الحوثية الارهابية، وتصحيح مسارات العمل الحكومي، واستعادة اليمن لمساره الطبيعي.
ثالثاً: إلى الحكومة اليمنية بكل وزارتها ومؤسساتها، تحلوا بالمسؤولية الوطنية، فأنتم تقومون بتنفيذ مشروع استعادة الدولة، والثورة والجمهورية، واستعادة الاستقرار للعملة والاقتصاد، وبناء النهضة والتنمية، ورفع المعاناة عن الناس، فلتكن ضمائركم ومصلحة اليمن، المُوجِهة لأعمالكم وأفعالكم، فأي فشل أو انتكاسة في تنفيذ مشروع استعادة مؤسسات الدولة، ورفع المعاناة عن كاهل الشعب اليمني، هو مسؤوليتكم.
رابعاً: إلى قيادة أحزاب ومكونات الشرعية الجمهورية، أنتم مشاركون في كل ما حصل لليمن، ومسؤولون عنه، كونكم قيادات لمكونات الصف الجمهوري، في كل مواقع الشرعية من مجلس القيادة الرئاسي، حتى المدير العام، فجلهم ينتمون لكم، وتولوا مسؤولياتهم بترشيحكم، وتعلمون يقيناً أن الإرهاب الحوثي، استهدفكم ويستهدفكم جميعاً، فمصيركم الموت والتشريد، ومصادرة كل ما تملكون، لذا واجب عليكم اليوم الخروج من ثقافة الكراهية والإلغاء، والمنافسة والتنافس، وعدم التعايش، إلى رحابة ثقافة المحبة، والأخوة الايمانية والوطنية، والعيش والتعايش المشترك، ولتكن قاعدة تعاملكم مع بعضكم "أنا وأنت" وليست "أنا لا أنت" لذا فواجبكم الديني والوطني والأخلاقي، يلزمكم بتوحيد مشاريعكم، حول مشروع الثورة والجمهورية، والشرعية والمشروع، وتحالف دعم الشرعية، والتوجه خلف قيادة الدولة وشرعيتها، وقواتها المسلحة والأمنية، نحو هدف استعادة مؤسسات الدولة من المليشيا الحوثية الارهابية، كما أنه عليكم مسؤولية وواجب وطني وأخلاقي، بتوجيه ومحاسبة من قدمتموهم للمحاصصة، في الحكومة والجهاز الإداري للدولة، فأخطائهم وتجاوزهم أو فسادهم، محسوب عليكم في المقام الأول.
خامساً: إلى كل المؤمنين بالثورة والجمهورية، والشرعية والمشروع، من كل المكونات والأحزاب، واعضاء مجلسي النواب والشورى، وكل صاحب موقع وصحيفة، وكلمة وقناة وقلم، وغيرهم من الغالبية الصامتة، اخلعوا عمامة العصبية، وعدم المبالاة، والبسوا عمامة اليمن، يمن الثورة والجمهورية، والشرعية والمشروع، وشكلوا قوة جماهيرية، ضاغطة وصاعدة، ومراقبة على الجميع، ادفعوا نحو توحيد القوى، وتوحيد الصف الجمهوري، وتجنب كل ما يخدم الإرهاب الحوثي والإمامة، من تمزيق لوحدة الصف والكلمة، لنتوجه جميعنا معاً لإسقاط الإمامة، ومشروع ولاية الفقيه، واستعادة مؤسسات الدولة، من المليشيا الحوثية الارهابية فالإمامة تستهدف كل الشعب اليمني، بكل مكوناته، وعلى رأسهم إخوتنا في الدين والوطن الهاشميون.
بهذا الموقف والعمل عليه وحده، كشعب وقوى للثورة والجمهورية، نكفر عن خطأنا، وخطيئتنا، وجريمتنا، بتسليم اليمن للإمامة وولاية الفقية الإيرانية، وأداتها الحوثية الارهابية.
ما لم فثقوا بأن غضب الله ولعنته وملائكته والناس أجمعين، ستنصب علينا في الدنيا والأخرة، وغضب الشعب اليمني ولعناته، ستطارد أسمائنا وشخوصنا، ومكوناتنا، وأحزابنا وقبائلنا، ومناطقنا، على مر التاريخ، وسيلعن التاريخ نخبة يمنية، بخلافها وتشتتها، سلمت دولتها وشعبها، للإمامة وإرهابها، بعد ستة عقود، من الثورة على الإمامة، فماذا نحن فاعلون.
جمعتكم توحيد للكلمة والقوة والموقف.