
وقعت ضجة واسعة قبل أيام بسبب قيام الجماعة "التي ما تذكر" بإزالة عبارات مهمة من أهداف الثورة اليمنية، ولأنني كنت مشغولًا ،فقد أجلت الإطلاع على ما تم حذفه حتى البارحة.
فوجدت أنهم فقط أزالوا عبارة "مخلفاتهما" من الهدف الأول الذي ينص على " التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما" وحذفوا عبارة "وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات" من نفس الهدف!
ولذا فعتبي على من ثار وشجب وغضب لفعلة الجماعة، فقد رأيت أن الضجة لا تستاهل، فقد كان الحذف واجب وشيء عادي وطبيعي في مذهب السيد!
يجب أن نعذرهم، فكيف لجماعة أن تمارس السلطة القمعية والقسرية على الناس تحت وهج عبارات تقصدهم وتجلدهم في كل الأوقات.
تخيل أنك تداوم تحت لافتة كبيرة؛ ترتص عليها الأهداف السامية لثورة السادس والعشرين من سبتمبر العظيم، وكأنها أصبع كبيرة ???? تؤشر إليك في كل الأوقات بعبارات "التحرر من مخلفات الاستبداد، وكذلك إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات.
تخيل أنك تداوم في مكتب وكل دقيقة تلتفت إلى تلك الأصبع، فتتذكر أنك المقصود بالمخلفات، وتعلم ويعلم من حولك أنك تحتل ذلك المكتب اعتمادا على قيامك بترسيخ الفوارق، وبفضل تكريسك للامتيازات بين الطبقات، صرت جاثما على رقاب الناس.
للأمانة ما تقدر، ويمكن تفقد عقلك، ويرتفع عندك الضغط وتصاب بالسكري. ما فيها شيء إذا شالوها ومسحوها بكلوركس.
لا ضير ولا ضرار أن حذفوا ما يؤرقهم، ولا ننسى أنهم قد لوثوا نصب الأهداف الستة لثورة سبتمبر العظيمة في ميدان السبعين، جوار جامع الصالح، بدفن تحته أجساد ستة مجرمين، قضوا نحبهم وهم يزرعون الألغام على طرق أطفال الحديدة، وأهلها المسالمين.
للأمانة بفعلتهم تلك ذكرونا بعظمة سبتمر العظيم، وبصفاء وعبقرية من صاغ تلك العبارات الخالدة لأهداف تلك الثورة الملائكية، وكأنها عبارات خلقت لجلد هذه السلالة المتشعبطة في اليمن في كل الأوقات والأزمنة.
غدا تشرق شمس الحرية ويعود وهج اليمانية.